تتبع ما يقرب من 1.000 طالب، يقيم أغلبهم في الحي الجامعي ظهر المهراز، مساء يوم الجمعة الماضي، «محاكمة علنية وموسعة» لأعضاء شبكة اتهمت من قبل فصيل القاعديين بجامعة فاس بترويج المخدرات في «الحرم الجامعي». وعمدت «لجنة لليقظة»، تابعة لهذا الفصيل اليساري الراديكالي، إلى ترصد أفراد هذه الشبكة لعدة أيام من أجل التأكد من صحة المعطيات التي بحوزتها قبل أن تستعين بتعزيزات إضافية من طلاب هذا الفصيل وتقتحم مركبا مغلقا للنسيج بالقرب من الساحة الجامعية وتحاصر ثلاثة أفراد من هذه الشبكة. وتم اقتياد هذه العناصر، بمؤازرة تظاهرة طلابية، إلى ساحة الجامعة حيث نظمت حلقية محاكمة لهم، اعترفوا فيها بالتهم المنسوبة إليهم، وأقروا بكون الكمية القليلة من مادة «الحشيش»، التي حجزها القاعديون أثناء قيامهم بهذا التدخل، تعود إليهم، مضيفين، لدى الاستماع إليهم، أن أوضاعهم الاجتماعية هي التي دفعتهم إلى تعاطي الاتجار في المخدرات. وينحدر أعضاء الشبكة، الذين يوجد ضمن قاصر، من أحياء شعبية بفاس. وتحمل بطاقة تعريف أحدهم عنوان السجن المركزي بالقنيطرة. وقضت حلقية محاكمتهم بإبعادهم عن الجامعة، مع توجيه إنذار إليهم ووضع أعضاء آخرين، لهم علاقة بالشبكة، ضمن قائمة المبحوث عنهم من قبل هذا الفصيل. وتمت مصادرة كمية الحشيش المحجوزة وأحرقت أثناء المحاكمة. ويقول القاعديون إن عملية تفكيك هذه الشبكة تندرج في إطار عمليات تمشيط يقومون بها للحرم الجامعي لمحاربة ما يعتبرونه سلوكات تخرق أعراف نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ويشير هذا الفصيل إلى أن تفشي ترويج المخدرات وتكريس الفساد الأخلاقي في أوساط الطلبة يدخل ضمن ما يصفونه ب«ترسيخ الحظر العملي» على نقابة الطلاب. ويؤكد هذا الفصيل أنه سبق له أن شن حملات مماثلة، في السنة الماضية، لإبعاد شبكات للاتجار في المخدرات في المركب الجامعي بفاس، إلا أن تلك الشبكات عادت بالتزامن مع التدخل الأمني الذي أفضى إلى اعتقال عدد من رموزه في 23 فبراير من السنة الماضية. ويورد القاعديون أنهم كثفوا في الأسابيع الماضية من حملات التمشيط التي يقومون بها لإبعاد تجار المخدرات عن حرمهم، لكن أفراد هذه الشبكة حاولوا استغلال فرصة الفراغ ليستحوذوا على «سوق» الجامعة، دون أن تمهلهم «الشرطة القضائية» للقاعديين إلا فترة وجيزة للبقاء في «السوق». وسبق للساحة الجامعية ذاتها أن عاشت، يوم الثلاثاء الماضي، أجواء محاكمة ميكانيكي ضبطته «لجنة يقظة» القاعديين في أوضاع مخلة بالأدب مع عاملة بقطاع النسيج في إحدى زوايا مركب النسيج المغلق. وسار الطلاب في تظاهرة كبيرة فرضوا فيها على المتهمين السير في مقدمتها، قبل أن يوضعا وسط حلقية محاكمة موسعة لتتم محاكمتهما. ويراهن اليساريون الراديكاليون على هذه المحاكمات من أجل تنقية أجواء الدراسة بالحرم الجامعي. وبالرغم من أن السلطات الأمنية تتبعت أجواء المحاكمة عن بعد، إلا أنها لم تتدخل لفضها.