اعترف مسؤولو وزارة الصحة باستمرار ارتفاع نسبة وفيات الأمهات والمواليد الجدد في المغرب، بالرغم من مجهودات الوزارة والجمعيات المختصة لتقليص تلك النسبة التي وصلت إلى 227 حالة وفاة من كل 100 ألف حالة، خلال فترة الحمل أو أثناء الوضع، في فترة لا تتجاوز 42 يوما في العالم القروي، في الوقت الذي تنخفض فيه هذه النسبة إلى 187 حالة فقط داخل الوسط الحضري. جاء ذلك خلال اليوم الثاني من البرنامج المتنقل للسكان الذي تنظمه المندوبية السامية للتخطيط، تحضيرا للقاء الدولي حول السكان الذي ستحتضنه مدينة مراكش شهر أكتوبر القادم. وشهدت الندوة تساؤل البعض حول جدية التقارير التي أوردها مسؤولو وزارة الصحة والتي تتحدث عن «حالة إيجابية» لقطاع الخدمة الطبية بالبلاد، في ظل الوضع المزري الذي تعيشه المستشفيات العمومية بالبلاد والتي تعرف تدهورا كبيرا في مجال تطبيب النساء الحوامل أثناء الوضع وبعده. وأكدت كريمة الغولبزوري، مسؤولة برامج تنظيم وحماية الأسرة بوزارة الصحة ردا على سؤال ل «المساء» حول برنامج الوزارة لخفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال الجدد في العالم القروي، أن الوزارة تتوفر على مراكز طبية ثابتة تعمل على التعامل مع الحالات الطبية داخل قرى المملكة، معترفة في الوقت نفسه بوجود عراقيل كثيرة تقف حاجزا أمام نجاح مهمة المشرفين الطبيين. وحدد حميد الشكلي، مسؤول بالوزارة نفسها، تلك العراقيل في غياب بنية طرقية ملائمة وهو ما يجعل مهمة التواصل مع ساكنة القرى صعبة جدا، مضيفا إلى ذلك البنية التحتية ومستوى الوعي الثقافي لدى الساكنة وحالتهم المادية. غير أن الشكلي صرح أنه «رغم تلك العراقيل، فالوزارة استطاعت توفير نسبة تطبيب محترمة للأمهات والأطفال في القرى، وأن امرأة واحدة من أصل ثلاثة تتمتع برعاية طبية قبل وأثناء وبعد الوضع». وبخصوص موضوع «الإجهاض» الذي شرعت بعض الشخصيات المهنية تدعو إلى تقنينه وفتح بابه أمام العموم، أوضحت كريمة الغلبزوري أن التوعية القبلية بأهمية استعمال موانع الحمل لتنظيم الأسرة تبقى حلا مثاليا لتجاوز مشاكل الحمل غير المرغوب فيه، مبرزة أن وسائل الإعلام وباقي الهيئات الرسمية والمدنية ملزمة بالانخراط في برنامج للتحسيس والتوعية بأهمية تنظيم الأسرة لتفادي السقوط في خيارات صعبة. فيما شدد الشكلي من جانبه على أن وزارة الصحة تتبنى موقفا واضحا من الإجهاض، حيث لا تسمح به إلا في الحالات الطارئة حينما تكون حياة الأم مهددة. وكان تقرير اليونيسف لسنة 2009 قد أبرز أن المغرب يحتل المرتبة 81 عالميا فيما يخص وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بنسبة 34 حالة في الألف سنة 2007. كما سجلت وزارة الصحة وفاة أزيد من 16 في المائة من الأطفال الذين لم يكملوا تلقيحهم بعد في عمر أقل من 23 شهرا. إضافة إلى أن كل طفل من بين 3 أطفال دون الخمس سنوات يعاني من فقر الدم وعدد من الأمراض الأخرى.