قال إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاومة تستعد لمعركة التحرير الشامل للقدس والأقصى وفلسطين. وأضاف هنية خلال حفل لتكريم شهداء الإعلام خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، إن «الشعب الفلسطيني انتصر على العدوان الإسرائيلي على كافة المستويات بما فيها عسكريا وسياسيا وأخلاقيا وإعلاميًا». وقال إن الحرب الأخيرة شهدت تطورا في أداء المقاومة على كافة الصعد، وأن غزة كانت حاضنة المقاومة وسبب صمودها. وأضاف أن «المقاومة الفلسطينية أبهرت العالم واعترف بها العدو قبل الصديق وأقر بقدرتها». وأكد هنية على ثلاثة دوافع رئيسة للانتصار الفلسطيني في غزة، «أولها ميدان المقاومة وثانيها الصمود الشعبي الذي هو كلمة السر في الانتصار، وثالثها الصمود السياسي الذي لا يقل شراسة عن معركة الميدان». وقال إن «الشعب الفلسطيني انتصر إعلاميًا بفضل إعلامنا الفلسطيني الذي انحاز إلى المقاومة وشكل الرواية الإعلامية الأقوى والأصدق والأبلغ». وتابع هنية: «رجال الإعلام الفلسطيني شكلوا النهر الذي يستقي منه الإعلام العالمي كل ما يجري في غزة، حيث كان مصدرًا حتى للإعلام الإسرائيلي بعد أن فقد الأخير الثقة بقادته». وأشاد هنية في كلمته بانتصار قطاع غزة الذي تعرض لعدوان إسرائيلي استمر 51 يوما، وأثنى على الصمود والتضحيات التي قدمها الشعب في غزة، واعتبر أن أداء المقاومة خلال الحرب أثبت أنها والشعب على قلب رجل واحد. وقال هنية إن المقاومة كان لها اليد العليا في هذه الحرب وكان لها زمام المبادرة، فكان أن بدأت الحرب بضرب مدينة حيفا (على بعد 160 كلم شمال غزة) وأنهتها بقصف حيفا كذلك، وذلك تأكيدا على أن المقاومة ما زالت في قوتها وبقدراتها التي بدأت بها الحرب. وأكد أن المقاومة أثبتت خلال هذه الحرب أن قوتها تطورت ونمت بشكل فاجأ العدو وأذهلهم وأذهل العالم. واعتبر أن نتائج النصر في هذه الحرب الأخيرة «معركة العصف المأكول» كانت أضعاف ما كانت عليه نتائج الحروب السابقة، وأنه سُجل تطور كبير في خطط المقاومة وخطط الهجوم والدفاع. ونبه هنية إلى أن الانتصار الذي تحقق لم يأت وليد الساعة، وإنما جاء نتيجة تراكم الخبرات وعمل السنوات، لافتا إلى أن مسيرة المقاومة متواصلة حتى تحرير فلسطين والقدس والأقصى. واعتبر أن هذه الحرب لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع مع إسرائيل. وأشاد هنية بأداء مختلف فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام، وأكد أن الانتصار جاء نتيجة مشاركة جميع الفصائل، ونتيجة تكاتف الشعب مع المقاومة وصبرهم على الجراح والتضحيات وتدمير البيوت والمرافق. ولم يفت إسماعيل هنية -الذي كان يرأس الحكومة الفلسطينية السابقة واستمرت حكومته حتى أبريل الماضي في إدارة قطاع غزة- أن يذكر بأنه خلال حكمه سهل الطريق أمام فصائل المقاومة لتتطور وتتقدم وأنه تم تقديم الدعم لهم بمختلف توجهاتهم وكذلك من خلال حمايتهم من العملاء. وأثنى هنية على تكاتف الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي مناطق 1948 الذين خرجوا بمظاهرات حاشدة دعما لغزة سقط خلالها العديد من الشهداء. وشكر هنية الشعوب العربية والإسلامية وما أسماه بالعالم الحر الذين خرجوا بمظاهرات حاشدة في العديد من المدن تعبيرا عن وقوفهم إلى جانب غزة وقتالها المشروع.