لم تنل الأزمة الاقتصادية الحالية، التي انعكست سلبا على عائدات الفوسفاط ومشتقاته، من ثقة مصطفى التراب الرئيس العام للمكتب الشريف للفوسفاط، في الاستراتيجية التي انخرط فيها منذ سنتين. فهو يجزم بأن عائدات الفوسفاط سوف تنتعش بعد الخروج من الأزمة. في السنة الفارطة بلغت عائدات الفوسفاط 60.14 مليار درهم، تلك سنة استثنائية في نظر التراب، لا يمكن القياس عليها، فالأزمة الاقتصادية بدأت تنعكس سلبا منذ الربع الأخير من السنة الفارطة، وهو المنحى الذي تأكد في الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية، غير أن التراب يؤكد أن السياسة التجارية الجديدة التي اعتمدت قبل سنتين، توقعت تراجعا في الأسعار، وهذا ما دفع المكتب إلى تخفيض صادراته وتكوين احتياطي تجاري استراتيجي يصل إلى حوالي 5 ملايين طن. التراب شدد على أن المكتب الشريف للفوسفاط ترقب وقوع تراجع في الطلب على الأسمدة منذ الربع الثالث من سنة 2008، بسبب شح القروض الممنوحة للمزارعين، مما مكن ، حسب التراب، من تحويل الخطر إلى فرصة، عبر الاستفادة من هذا الانخفاض لتحسين الأداء التقني لمرافق الإنتاج، وهو ما حال دون انهيار أسعار الأسمدة في السوق الدولية، ومن ثمة تعزيز هوامش المجموعة ورقم معاملاتها، في نفس الوقت تتيح الأزمة الحالية للمجموعة المغربية تعزيز ريادتها في السوق العالمي في ظل تعثر مشاريع منافسة في بلدان أخرى جراء الأزمة، و تسهل على المجموعة ترسيخ دعائم جديدة لتنافسيتها عبر تقليص التكاليف والمضي في الاستثمارات في المشاريع ذات القيمة المضافة العالية. وهو ما سيدعم موقعها عند الخروج من الأزمة. ثقة التراب في الاستراتيجية التي تبناها منذ توليه أمر المكتب الشريف للفوسفاط، تأتي من الوضعية المالية الجيدة للمكتب الشريف للفوسفاط التي تخول له الصمود أمام التقلبات التي تعرفها السوق وإنجاز الاستثمارات التي انخرط فيها، فقد وصلت الأموال الذاتية للمجموعة إلى 17 مليار درهم و حصيلتها المالية إلى 50 مليار درهم، بل إن الوضعية الحالية دفعت المكتب إلى توزيع ربيحات على المساهمين، وهو يعتزم تنويع مصادر تمويله عبر الاقتراض من السوق الدولية.