استغرب باحثون بيئيون الاختفاء المفاجئ لنوع من الكائنات البحرية يدعى «قناديل البحر» كان يغزو شواطئ البحر الأبيض المتوسط في السنوات العشر الأخيرة بكميات كبيرة ويهدد راحة وصحة المصطافين إلى غاية 2013 ، معربين عن حيرتهم إزاء الأسباب الحقيقية لاختفاء هذه الكائنات وعن خوفهم من مغبة ظهورها مجددا. وقناديل البحر، بحسب ما فسره مصطفى بن عمر، الباحث والناشط الحقوقي في البيئة والتنمية المستدامة، هي كائنات بحرية تعيش في سطح الماء، تفرز مواد سامة تحدث آلاما وحروقا والتهابات خطيرة للمواطنين بمجرد لمسها، وقد تسبب في حالات أخرى تسممات تؤدي إلى الموت المفاجئ للإنسان. وأشار الباحث إلى أن ظهور هذه الكائنات واختفاءها بصفة مفاجئة يشكل لغزا حير الخبراء والعلماء، الذين لم يجدوا أجوبة مقنعة لهذه الظاهرة الغريبة التي تشكل خطرا على الإنسان، فهناك من يقول إن تكاثر هذه الكائنات في السنوات الأخيرة راجع إلى ظاهرة التغيرات المناخية أو إلى خلل في السلسلة الغذائية البحرية كالنقص في مخزون بعض الأصناف البحرية التي تتغذى على قناديل البحر، وهناك من يقول إن تكاثر هذه الكائنات راجع إلى التلوث الذي تعرفه شواطئ البحر الأبيض المتوسط بصفة عامة. أما في ما يخص اختفاءها، فقد أشار الباحث إلى أن احتمال أن يكون ذلك راجعا إلى انخفاض درجة الحرارة في فصل الربيع من هذه السنة بالمقارنة مع السنوات السابقة. وحذر المتحدث من التأثير السلبي لهذه الكائنات على راحة المواطنين على الشواطئ لأن تكاثرها يشكل خطرا على حياتهم ويمنعهم من السباحة. فقد أثبتت الدراسات أن تكاثر قناديل البحر يشكل خطرا حقيقيا على الثروة السمكية لأنها تتغذى على بيض ويرقات الأسماك، لهذا فإن الباحثين في مجال البيئة قد أجمعوا على ضرورة تدخل الدولة المغربية لدراسة هذا الموضوع من خلال فريق علمي خاص قبل أن يتفاقم الوضع خاصة وأن أسباب ظهور واختفاء هذا النوع من الكائنات الخطيرة لا يزال غامضا. وطالب الباحثون بإنجاز دراسات عامة لفك لغز الدورة البيولوجية لهذه الكائنات وتحديد فترات النمو والانتشار وفهم الظروف البيئية التي تساعدها على التكاثر، وذلك بإنجاز خرائط اعتمادا على الأقمار الاصطناعية لتحديد المجال الجغرافي لانتشارها وترشيد المواطنين.