خلفت قناديل البحر، التي صادف ظهورها بشواطئ الجديدة انطلاقة موسم الاصطياف، أزيد من 245 ضحية. وعلمت "المغربية" أن حالة تخوف سادت بين المصطافين بإقليم الجديدة، عقب تعرض أزيد من 245 سباحا للدغات قنديل البحر، إثر ترددهم على شواطئ الجديدة، ومنتجع سيدي بوزيد، وأرض البحر، بمحاذاة الكولف، والحوزية. وحسب الإحصائيات الدقيقة، التي حصلت عليها "الجريدة" من مصدر موثوق، فإن قناديل البحر لدغت، يومي السبت والأحد 25 و26 يونيو الماضي، 216 شخصا بشاطئ الجديدة المحروس، ضمنهم 3 وصفت حالاتهم بالحرجة، نقلتهم سيارات الإسعاف إلى المركز الاستشفائي الإقليمي، حيث جرى حقنهم بمادة "الإدروكورتيز". وبمنتجع سيدي بوزيد، أقلت سيارة للإسعاف، تابعة للجماعة القروية مولاي عبد الله، الاثنين 27 يونيو الماضي، سيدة في حالة صعبة، إلى مستشفى محمد الخامس، عقب تعرضها بالشاطئ المحروس للدغة قنديل البحر. وبشاطئ الجديدة، لدغت قناديل البحر، أيام 28 و29 و30 يونيو الماضي، 16 شخصا، فيما تعرض بالشاطئ ذاته، أيام 1 و2 و5 و6 يوليوز الجاري، 12 شخصا للدغات هذا الحيوان البحري. وبشاطئ أرض البحر، بمحاذاة الكولف، جرى العثور على 14 قنديل بحر ميتة، يزن كل واحد ما بين 5 و14 كيلوغراما، وقطره حوالي نصف المتر. وحسب مصدر مسؤول، فإن جل الضحايا تلقوا الإسعافات الضرورية، والعلاجات الطبية، بعين المكان، أو بالمصحات الكائنة بالشواطئ المحروسة، من قبل معلمي السباحة، وأفراد الوقاية المدنية، والممرضين. وأضاف المصدر أن عدد ضحايا قنديل البحر، الذي يعرف بالدارجة ب "السماقة"، قد يزيد بكثير عن الرقم الرسمي المعلن عنه (245 ضحية)، سيما أن العديد من المصابين فضلوا مغادرة الشواطئ، عقب تعرضهم للدغات هذا الكائن البحري، دون تلقيهم الإسعافات الضرورية، لأن إصاباتهم كانت خفيفة. وبخصوص هذه الظاهرة، أفاد محمد منصف، الباحث في "الأسينولوجي" (علم المحيطات)، ومدير مختبر الدراسات والتحاليل البيئية، بكلية العلوم جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، في اتصال مع "المغربية"، أنه يتابع الوضع عن كثب، في ظل الغزو المثير لقناديل البحر، واكتساحها للشريط الساحلي للمغرب، الذي يمتد على طول 3500 كيلومتر. وتساءل عما إذا كان هذا الغزو ظاهرة إيكولوجية، أم كارثة طبيعية (!). وأضاف أن قنديل البحر، الذي يصنف ضمن الرخويات واللافقريات، يعتبر، على غرار الآلاف من الأصناف البحرية، جزءا من السلسلة الغذائية، ويساهم في التوازن الإيكولوجي ل "الإيكوسيستيم" البحري. وعن غزوه لبعض الشواطئ المغربية، كما يحدث ببعض الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، أورد الباحث جملة من الأسباب والتفسيرات العلمية، ضمنها التغيرات المناخية، التي عرفها العالم، في السنوات الأخيرة، التي قال إن لها تأثيرا مزدوجا، سيما على قنديل البحر. فالاحتباس الحراري يساهم في ارتفاع درجة حرارة مياه البحر، ووفرة "البلونكتون" قاعدة الغذاء الأساسي لهذا الحيوان البحري. وتعتبر هذه الظروف مثالية، حسب العالم محمد منصف، لتكاثر أنواع قنديل البحر، وانتشارها الواسع في البحار والمحيطات، عبر العالم.