أرخى إضراب مهنيي النقل، احتجاجا على مدونة السير، بظلاله على الحضور الجماهيري في مختلف مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم بمختلف أصنافها، واضطر مئات المشجعين إلى المكوث في منازلهم أو في المقاهي ومتابعة مباريات فرقهم المفضلة عبر شاشات التلفزة. ووجدت الإطارات الجمعوية المنظمة لسفريات المتفرجين صعوبات كثيرة في تدبير الرحلات إلى المدن التي تشهد محطات للتباري، بل وصعوبات مماثلة داخل الحواضر، وفي ظل هذا الوضع اضطر عدد كبير من جمهور حسنية أكادير إلى العودة إلى منازلهم بعد أن نظموا في محطة المسافرين بإنزكان وقفة احتجاجية ضد حرمانهم من الحق في متابعة مباريات فريقهم، وردد الغاضبون شعارات معادية لمدونة السير، قبل أن ينهوا الوقفة التي دامت ساعتين. ومن الصدف الغريبة، أن يتزامن غياب الجمهور السوسي عن مدرجات الملعب البلدي بالقنيطرة مع غياب الجمهور المحلي، استجابة لنداء حلالة بويز أكبر فصائل محبي «الكاك» ليس احتجاجا على مدونة السير، بل على طرق تدبير الشأن الكروي داخل الفريق القنيطري، ووجدت إدارة النادي القنيطري نفسها محرجة، عشية أول أمس السبت، عندما تأخرت عن تسديد أجر العشرات من الأشخاص، كانت قد كلفتهم بمهمة تنظيم ومراقبة الدخول إلى الملعب البلدي بالقنيطرة، نتيجة ضعف مداخيل المباراة، بسبب الغياب الملحوظ لجمهور الفريقين، حيث ظل هؤلاء مرابضين بالملعب لأزيد من ساعة، لتسلم مستحقاتهم. وخلال رحلة العودة إلى الدارالبيضاء، استوقف نقابيون الحافلة التي كانت تقل على متنها لاعبي ومؤطري الفريق السوسي، على مقربة من محطة الأداء، اعتقادا منهم أن الحافلة تخرق اتفاقية إضراب مهنيي النقل، قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق بنقل لاعبي فريق لكرة القدم. وفي مركب فاس لوحظ أن الجمهور البيضاوي الذي رافق الرجاء البيضاوي، يفوق عدد المتفرجين الفاسيين، بل إن مناصري «الماص» الذين عاينوا المباراة على قلتهم، وينتمي غالبيتهم إلى فصيل «فاطال تايكر»، قد أبانوا عن غضبهم من خلال لافتة مقلوبة ترمز لحالة الاحتقان التي يعيش على إيقاعها الجمهور الفاسي، نتيجة سلسلة النتائج السلبية التي حصدها الفريق وطنيا وقاريا، ونتيجة سوء البرمجة التي قلصت عدد المشجعين، نظرا لتزامن مباراة فاس مع مباراة غاية في الأهمية في مدينة الرباط بين المغرب الفاسي وجمعية سلا برسم نهائي كأس العرش. وعلاقة بمباراة فاس، أكد نورالدين بشيشي رئيس جمعية أخضر أبيض لمناصري الرجاء، أن أغلبية المشجعين الرجاويين قد وجدوا صعوبات في حضور مباراة فاس، مشيرا إلى أن القطار كان هو الوسيلة المتاحة أمام الرجاويين، «في محطة أولاد زيان بالدارالبيضاء حاول البعض شراء تذكرة سفر إلى فاس ب300 درهم لكن دون جدوى»، وأشاد رئيس الجمعية بالتنسيق الذي تم بين السلطات الأمنية لفاسوالدارالبيضاء من أجل تأمين تنقل المناصرين، خاصة أن أغلب الجماهير الرجاوية فضلت قضاء ليلة المباراة في حامة مولاي يعقوب قبل استئناف الرحلة صوب الملعب في اليوم الموالي. واكتفى جمهور الجيش الملكي برحلة في القطار صوب مراكش، وأكد سمير فتحي رئيس جمعية جمهور العاصمة أن الإضراب قد قلص كثيرا من رغبة السفر إلى ملعب الحارثي بمراكش. وامتد العزوف الجماهيري ليشمل مباريات القسم الثاني، حيث غاب جمهور هوارة لذات السبب عن مباراة فريقه أمام نهضة سطات، وجمهور تمارة عن لقاء ملعب تسيما، إذ أنه رغم الدخول المجاني للملعب لم يتجاوز عدد المتفرجين 60 شخصا أغلبهم من اليافعين.