لم تعد مدرجات ملاعب الكرة حكرا على الرجال فقط، بل حتى الجنس الناعم حجز لنفسه مقعدا وسط الجماهير الغفيرة التي تحج إلى الملاعب في المباريات الكبرى. وكان لوقت كبير يسجل حضور المشجعات إلى الملاعب فقط في مباريات لمنتخب المغربي لكرة القدم، إلا أن هذا الوضع تغير، في الفترة الأخيرة، إذ أن حتى الفرق باتت لهن مشجعات يعشقن أنديتهم حتى النخاع، ويسافرن ورائهن إلى عدد من المدن لتقديم الدعم لهن، بهدف تحقيق الفوز. وخير دليل على ذلك الديربي ال 108 بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، الذي سجل خلاله تواجد نسبة مهمة من المشجعات في المدرجات. نساء من مختلف الأعمار، ارتدين أقمصة وقبعات لأولوان فريقهين المفضلين، وهتفن بكل ما أوتين من قوة، رغم أن الازدحام كان شديدا في الملعب، الذي امتلأ عن آخره، ما جعل فريق الوداد البيضاوي يحقق مداخيل استثنائية فاقت، لأول مرة، 300 مليون سنيتم. ورغم أن النتيجة قسمت المشجعين بين فرح متحسر، ما أدى إلى سقوط بعض الفتيات الوداديات مغشيات عليهن بعد انهزام فريقهن، إلا أن اللوحة الأجمل التي رسمها جمهور الناديين، زادها جمالا الحضور المتميز للجنس الناعم. وأعادت الفرق النساء إلى الملاعب، بعد أن كن هجرنها بسبب تراجع نتائج أسود الأطلس، الذين كانوا يحضون بدعم خاص منهن. ويحتل المنتخب الوطني لكرة القدم مكانة كبيرة في قلوب المغربيات، إذ أن غالبيتهن لا يعرفن أي شيء عن الدوري ولا يتابعن أي مباراة للكرة، إلا في حالة ما إذا كان يشارك فيها أسود الأطلس. وكان الاتحاد المغربي لكرة القدم سمح بدخول النساء بالمجان إلى مختلف مباريات البطولة الوطنية. وزاد من إقبال النساء على الملاعب الإجراءات الأمنية المشددة التي باتت تتخذ لمواجهة ظاهرة الشغب، عبر نصب كاميرات مراقبة، ونشر رجال رشرطة من مختلف الأجهزة، سواء في مداخل الملعب، أو في المدرجات، أو في الملعب. وخصصت المصالح الأمنية بالدارالبيضاء، في الديربي الأخير، أكثر من 5 آلاف شرطي، مع الاعتماد على طلبة المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، واستنفار عام لكل القوات الأمنية، تحسبا لأي طارئ قد يخلف أحداث شغب مع التذكير بأن فريق الوداد، باعتباره المستضيف للمباراة، تعاقد مع ثلاث شركات أمنية خاصة، عهد لها بحراسة مداخل الملعب، والأبواب المؤدية إلى المستطيل الأخضر، ومستودعات الملابس، والمنصة الرسمية. وأصبح أيضا من الممكن إخضاع أي شخص لتفتيش وقائي أو لجس جسدي مع إلزامه بالكشف عن كل الأشياء التي يحملها تحت طائلة منعه من الدخول في حال رفضه الامتثال لتعليمات الأمن. هذه التدابير الوقائية يمكن أن تنسحب أيضا حتى إلى منع الشعارات، والهتاف، وأغاني الجمهور والتهديدات التي يمكن أن تحرض الجمهور على الكراهية، والعنف، والتمييز العرقي، سواء في مواجهة اللاعبين، أو الفرق، أو المتفرجين، بل إن هذه الأفعال أصبحت تشكل عناصر تأسيسية مادية ومعنوية مكونة لجنحة معاقب عليها بالحبس النافذ لمدة سنة. يشار إلى أنه في نهائيات كأس الأمم الإفريقية أثناء لعب المنتخب المصري، لفت انتباه المتتبعين حضور كبير للمرأة على مقاعد المتفرجين في الملاعب التي استضافت مباريات البطولة.