إلياس العلوي (صحفية متدرب) تعاني مجموعة من أحياء الدارالبيضاء، خاصة الشعبية منها، من غياب الإنارة على طول شوارعها وأزقتها، إما بسبب تعطل مصابيحها أو غياب أعمدة الإنارة بها بصفة عامة، الشيء الذي يجعل التجول ليلا في هذه الشوارع مغامرة حقيقية، مخافة التعرض للسرقة والاعتداء، التي تكثر خلال هذه الفترة من فصل الصيف، حيث يزداد إقبال العائلات على الخروج ليلا للترويح عن النفس. جولة في بعض أحياء العاصمة الاقتصادية بعد غروب الشمس تؤكد بالملموس ذلك، إذ أصبح السكان يعيشون على وقع تهديد يومي من لدن اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق الذين يتوزعون وسط هذه الأحياء المظلمة بعد انقطاع الإنارة العمومية عنها، مستغلين تباطؤ الجهات المسؤولة في إصلاحها وصيانتها، وحتى لو تدخلت فتدخلها الدوري من أجل الصيانة وتغيير المصابيح بات عملا ترقيعيا في الكثير من الأحيان لا غير، مما يساهم في استمرار هؤلاء المنحرفين في أعمالهم الإجرامية، وبالتالي استفحال التدهور الأمني في هذه الأحياء، وظهور نقط سوداء في الإجرام بمختلف أنواعه ناشرين الرعب والخوف وسط السكان. كثيرة هي الأحياء التي تعاني من غياب الإنارة العمومية بالدارالبيضاء، منها حي الألفة، حيث يثير انتباه المارة وجود بعض أعمدة الإنارة ملقاة على الأرض بعدما سقطت لدواع ما، أو تعطلت مصابيحها منذ مدة ليست بالقصيرة، الشيء الذي جعل سكان هذا الحي يعيشون في خوف وقلق مستمرين، في ظل غياب الأمن من جهة وإهمال من طرف المسؤولين من جهة ثانية. حي سيدي مومن يعيش أيضا واقعا مزريا، إذ يعرف غياب الإنارة العمومية في مجموعة من أزقته، إلى أن تحول إلى نقطة سوداء، وملاذ للمنحرفين حيث نادرا ما تمر دوريات أمنية من أجل وضع حد لهم، كما تحولت بعض الأعمدة إلى "مربط" لحمير بعض الباعة المتجولين. مجموعة من أزقة حي الأزهر تعاني، كذلك، من غياب الإنارة بصفة مستمرة، الشيء الذي أدى إلى تذمر سكانه من هذا الانقطاع المتواصل والمتعمد في بعض الأحيان، يقول عادل زيد الطالبي أحد قاطني الحي "تعيش مجموعة من الأزقة هنا غياب الإنارة العمومية، إما بسبب تعطلها لقدمها أو بسبب إتلافها من طرف اللصوص الذين يعمدون إلى تعطيلها عمدا بهدف القيام بأعمالهم اللصوصية في الليل، إضافة إلى الاعتداءات على السكان وسرقة السيارات"، متسائلا عن سبب إهمال المسؤولين للأحياء الشعبية التي تغرق في الظلام، في حين يتم إصلاح الإنارة في مناطق "الواجهة" بسرعة، عكس الأحياء الشعبية التي تبقى غارقة في الظلام لأسابيع وأشهر. وفي هذا الصدد، أكّد رئيس جماعة مقاطعة الحي المحمدي وعضو مكتب مجلس المدينة عبد العزيز ناصر ل"المساء"، أنه تم تخصيص ميزانية تفوق 10 مليارات سنتيم لإعادة الإنارة العمومية إلى مختلف أحياء الدارالبيضاء تم توزيعها على كل المقاطعات، وفق برنامج مسطر يقوم إما على خلق شبكة جديدة من أعمدة الإنارة، أو من خلال تجديد الشبكة، كما تم في الحي المحمدي الذي أصبح أزيد من 80 % من مساحته متوفرا على الإنارة.