باتت الدورة 19 لبطولة إفريقيا لألعاب القوى المقررة بمراكش مهددة بالفشل، بسبب الإجراءات الصحية الصارمة التي تطبق على المسافرين القادمين، على الخصوص من بلدان إفريقية. وعلمت «المساء» أن تعليمات صدرت برفع درجة اليقظة بمعابر الحدود، وخصوصا بمطاري محمد الخامس ومراكش، واللذان من المنتظر أن يحل بهما العداؤون المشاركون في هذه الدورة (تنظم في الفترة ما بين 10 و14 غشت الجاري) التي ستشهد مشاركة حوالي ألف عداء وعداءة يمثلون 47 بلدا افريقيا. وجاء قرار المغرب برفع درجة اليقظة في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن «تفشي مرض إيبولا في غرب إفريقيا قد خرج عن نطاق السيطرة». ولم يتم، حتى الآن، تشخيص أي حالة لفيروس «أيبولا» بالمغرب، لكن ذلك لم يمنع من اتخاذ إجراءات صحية صارمة، سيما على المسافرين القادمين من بلدان يتفشى فيها هذا الوباء. وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، الجمعة الماضي بكوناكري أن «تفشي مرض إيبولا في غرب إفريقيا قد خرج عن نطاق السيطرة»، لتعود بعدها إلى بث نوع من الطمأنينة بالإشارة إلى أنه ما يزال في «الإمكان وقفه». وجاء في كلمتها بقمة كوناكري التي شارك فيها رؤساء البلدان الثلاثة المتضررة (غينياوليبيريا وسيراليون والكوت ديفوار إضافة إلى منظمة الصحة العالمية)، إنه «يتعين على هذا الاجتماع أن يمثل نقطة تحول في الرد على انتشار المرض». وأضافت أنه يتوجب الاتفاق على خطة لمكافحة هذه الحمى النزفية التي حصدت أكثر من 700 ضحية، مذكرة بان انتشار المرض «يتحرك بسرعة أكبر من جهودنا للقضاء عليه، وأنه إذا استمر تدهور الوضع فان العواقب ستكون كارثية». وبعد سبعة أشهر من انتشار هذه الحمى النزفية التي أسفرت حتى 27 يوليوز عن 729 ضحية (339 في غينيا و233 في سيراليون و156 في ليبيريا وواحد في نيجيريا)، بحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية، اتخذت سيراليون وليبيريا تدابير صحية مشددة والأمر نفسه في بعض بلدان جوارهما وبلدان أخرى. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتسبب الوباء، الذي لا يتوافر لقاح لمعالجته، في حصول حمى ونزيف وقيء وإسهال يؤدي إلى الوفاة بنسب تتراوح ما بين 25 و 90 في المائة. ولا ينتقل الفيروس في الهواء، بل عبر اتصال الأشخاص بسوائل جسم شخص مريض، التي تشمل الدم والعرق والقيء والبول والخروج واللعاب والمني، ما يعني أن انتقال المرض عبر الاتصال العرضي في مكان عام غير مرجح. ويقول خبراء منظمة الصحة العالمية أن الموجة الحالية للفيروس الأكبر في التاريخ، اذ تشمل ليبيرياوغينيا وسيراليون وتهدد بالانتقال الى دول أخرى، وأصابت أكثر من 1300 شخص وقتلت أكثر من 700 في العام الحالي.