تشهد دول عدة في غرب إفريقيا تعبئة للتصدي لانتشار الحمى النزفية التي نجمت لدى بعض المصابين عن فيروس إيبولا وتسببت في وفاة أكثر من ثمانين شخصا في غينيا غداة الإعلان عن الاشتباه بأ7وائل الإصابات في مالي بعد ليبيريا وسيراليون. وكشفت مالي الواقعة على الحدود مع غينيا مساء الخميس أنها تشتبه بإصابة ثلاثة أشخاص بالمرض، وضعوا في الحجر الصحي. وأكدت الحكومة المالية أن العينات التي أخذت منهم «أرسلت للتحليل في المختبر المرجعي لمركز الوقاية من الأمراض ومراقبتها في أتلانتا في الولاياتالمتحدة». ووعدت بإعلان النتائج فور توفرها. وأكد وزير الصحة المالي عثمان كونيه أن «المرضى الثلاثة الذين يشتبه بإصابتهم أصبحوا في حالة أفضل»، موضحا أنه «لم يسجل لديهم نزيف» يعد من عوارض ايبولا. وأوضح الطبيب عمر سانغاري من الإدارة الوطنية للصحة أن المرضى الثلاثة ماليون، موضحا أنهم «كانوا يعملون في منطقة حدودية بين ماليوغينيا (...) ورصد كل على حدة عند وصولهم برا إلى الأراضي المالية إلى باماكو أو عند مدخل باماكو». ونصحت السلطات المالية المواطنين «بالامتناع عن التنقل في مناطق الوباء إلا في حال الضرورة». وسجل العدد الأكبر من الإصابات بالمرض في غينيا حيث بلغ 137 حالة منذ يناير، معظمهم في الجنوب حسب آخر حصيلة للحكومة الغينية. وتأكد أن 45 من هذه الإصابات ناجمة عن الفيروس ايبولا المعدي جدا ولا لقاح أو علاج له. لكن الحكومة الغينية ذكرت الخميس أنه «نلاحظ شفاء أشخاص وأكدت ذلك تحاليل لشخصين اصيبا بايبولا في كوناكري». ويشكل ذلك بارقة أمل صغيرة بينما تقول منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية الناشطة جدا على الأرض في غينيا أنه «وباء لا سابق له»، موضحا أن انتشار الإصابات على الأراضي «يعقد إلى حد كبير» مهمة منع انتشار المرض. وفي الأيام الأخيرة، اشتبهت سلطات ليبيريا وسيراليون بإصابة عدد من الأشخاص بالمرض، توفي بعضهم وكلهم بسبب تلوث مصدره غينيا المجاورة. لكن التحاليل أثبتت إصابة شخصين في ليبيريا وعدم وجود أي إصابة في سيراليون. وأعلنت وزارة الصحة الليبيرية اكتشاف إصابة جديدة مشبوهة في منطقة غابات بالقرب من منطقة نيمبا (شرق)، لكنها، خلافا للحالات الأخرى، ليست مرتبطة بغينيا. وقالت بيرنيس دان المسؤولة في وزارة الصحة الليبيرية إنه «صياد لم يتعامل مع أي شخص يشتبه بأنه يحمل الفيروس» إيبولا «ولم يذهب يوما إلى غينيا». وأخذت عينات من الصياد إلى غينيا لتحليلها. وأضافت دان «بانتظار نتائج التحاليل طلبنا من السكان ألا يلمسوا أي لحوم لحيوانات برية في جميع أنحاء البلاد». ورسميا سجلت إصابة 14 شخصا بالحمى النزفية في ليبيريا توفي منهم سبعة بما في ذلك الصياد. وباستثناء هذا الرجل، كلهم كانوا على اتصال مباشر أو غير مباشر مع أشخاص مصابين في غينيا ثم توجهوا إلى منطقة لوفا شمال ليبيريا. وتثير هذه التطورات قلق غرب إفريقيا التي تواجه للمرة الأولى انتشارا بهذا الحجم للمرض، خلافا لوسط أفريقيا التي شهدت وفاة 1200 شخص بسبب إيبولا خلال أخطر أوبئة منذ اكتشاف هذا الفيروس في 1976 في جمهورية الكونغو الديموقراطية. ونشرت الدول المجاورة لغينيا فرقا في المناطق الحدودية واتخذت سلسلة تدابير لمواجهة اي احتمال في البلدان التي لم يصل إليها المرض. وفي الدول التي سجلت فيها إصابات تعمل السلطات وشركاؤها على الحد من انتشار المرض وتوعية السكان. ولم تنجح الإجراءات والتطمينات الرسمية في تهدئة القلق في باماكو. وقال المؤذن مامادو سيلا «أشعر بالخوف فعلا». وأضاف أنه قبل الإعلان عن الاشتباه بإصابات «ذهبت إلى المركز الصحي في حينا ولما وصل رجل مريض تصور الجميع أنه مصاب بايبولا وفروا». (رويترز)