فيروس إيبولا .. خطر وبائي جديد يتهدد دول غرب إفريقيا أكدت وزارة الصحة، يوم أمس الثلاثاء، أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بحمى "إيبولا" بالمغرب، وأن إجراءات المراقبة الصحية على الحدود قد تم تعزيزها. وجاء في بلاغ للوزارة، توصلت الجريدة بنسخة منه، أن "الوزارة تحرص على إخبار الرأي العام بأن المغرب خال من مرض الحمى الوبائية 'إيبولا'، التي تم تسجيل 112 حالة منها مؤخرا بغينيا". وأضاف المصدر ذاته أنه "كإجراء وقائي وتنفيذا لتدابير النظام الصحي الدولي، تتابع الوزارة عن كثب الوضع الوبائي العالمي وتعزز المراقبة الصحية عل مستوى نقاط الولوج، بتعاون مع السلطات المينائية، ولاسيما مطار محمد الخامس بالدار البيضاء". وأضاف المصدر ذاته أن الوزارة هيأت أيضا الظروف الضرورية لإخضاع المسافرين، القادمين من البلدان التي سجلت بها إصابات كبيرة بهذا الوباء وتبدو عليهم علامات الإصابة، للمراقبة الطبية. وخلص إلى أن الوباء الذي ينتشر بحدة حاليا بغينيا خلف، حسب البلاغ الأخير لمنظمة الصحة العالمية، 70 حالة وفاة. وحمى إيبولا النزفية مرض فيروسي خطير يصيب الإنسان وبعض أنواع القرود. وهو مرض معدي ويتصف بمعدلات إماتة عالية. وتكمن خطورة الفيروس في قدرته على الدخول إلى الشعيرات الدموية والانتشار في كامل الجسم. وتبدأ الأعراض بحمى وصداع، قبل أن تتطور إلى القيء والإسهال والنزيف. وينتشر المرض بسرعة ليدمر كافة الأعضاء الحيوية للجسم مؤديا إلى الوفاة. وكانت منظمة أطباء بلا حدود، قد أكدت أول أمس الاثنين، أن غينيا تواجه "وباء غير مسبوق" نتيجة انتشار حمى إيبولا مع تسجيل 22 حالة مؤكدة من ضمن 78 وفيات مسجلة عبر البلاد. وأكد ماريانو لولي منسق المنظمة في كوناكري، في بيان نقلته وكالة (فرانس برس)، "تفشي هذا الوباء بشكل غير مسبوق نظرا إلى توزيع عدد الحالات المصابة بهذا الداء على" مختلف أراضي البلاد وانتشاره في مدن عدة جنوبغينيا وكذلك في العاصمة كوناكري. وأضاف أن "منظمة أطباء بلا حدود كانت ناشطة خلال كل فترات تفشي وباء إيبولا تقريبا في السنوات الماضية"، مبرزا أن "انتشار الوباء يعقد كثيرا عمل المنظمات التي تنشط لوقف" تمدده. ومنذ يناير الماضي، تواجه غينيا تفشيا لحمى إيبولا النزفية التي تسببت بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة الغينية بوفاة 78 شخصا من الحالات ال122 التي تم إحصاؤها. وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه تم تسجيل حالات إصابة يشتبه في كونها بسبب هذا المرض، من بينها حالات قاتلة، في ليبيريا وسيراليون وهما بلدان مجاوران لغينيا. وعلى الأرض في غينيا واصلت السلطات المحلية وشركاؤها كمنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود، أول أمس الاثنين، الجهود لوقف تفشي وباء إيبولا. ولا يوجد، حسب المصدر ذاته، أي لقاح أو دواء لمعالجة الاصابة بفيروس إيبولا لحد الآن، ووحدها الإجراءات الوقائية تسمح بالحد من انتشاره، مثل إقامة مراكز للحجر على المصابين به أو عزلهم وتطهير منازل المصابين بشكل مستمر. وأعرب رئيس غينيا، ألفا كونديه، في كلمة ألقاها في التليفزيون المحلي عن انشغاله الشديد إزاء وباء الحمى النزفية التي ضربت البلاد منذ شهر يناير الماضي. و دعا الرئيس الغيني الشعب لاحترام تدابير الوقاية الصارمة التي تعلن عنها وحدة الصحة وعدم الاستسلام للذعر مؤكدا أن غينيا تتمتع حاليا بحشد غير مسبوق من عدد كبير من الخبراء لمساعدة البلاد على هزيمة هذا المرض. و ناشد كونديه السلطات للعمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين العاملين في الميدان حيث تستطيع غينيا التغلب سريعا على هذا الوباء. وأغلقت السنغال حدودها البرية مع غينيا المجاورة، وذلك في محاولة لمنع انتشار مرض الإيبولا. كما دفع تفشى هذا الفيروس المعدي للغاية الدول المجاورة لغينيا في غرب فريقيا إلى الإسراع بالقيام بإجراءات احترازية لاحتواء انتشار المرض. لكن مع ذلك بدأ الإعلان عن تفشي إيبولا من خلال الاشتباه بوجود صلة للفيروس بإحدى عشر حالة وفاة حدثت في بلدات شمال سيراليون وليبيريا اللتان تتقاسمان الحدود مع جنوب شرق غينيا. وبدورها، أعلنت كل من موريتانيا والسينغال ولبنان عن اتخاذ تدابير وقائية، عبر غلق الحدود أو رفع حالة التأهب في المطارات الدولية، للحد من خطر الوباء على الرغم من عدم تسجيل أي من هذه الدول لحالات إصابة.