«اللهم لا تقبض أرواحنا في أيام العطل الأسبوعية والأعياد».. هذا هو الدعاء الذي بات أبناء إقليمالجديدة يرددونه خوفا من احتجاز جثتهم بمستودع الأموات بالمستشفى الجديد للمدينة، وهو دعاء لخص به أحد المواطنين معاناة أفراد خمس أسر فارق ذووهم الحياة قبيل عيد الفطر، ليجدوا أنفسهم محرومين من تسلم جثتهم لدفنها، في غياب الطبيبة الشرعية التي تجري التشريح والفحص الطبي على الموتى، والتي لا تحضر إلى المستودع خلال العطل الأسبوعية والعطل الرسمية ولا يوجد من يعوضها أو يقوم بدورها نيابة عنها، لاسيما في الحالات التي يطلب فيها وكيل الملك إجراء تشريح طبي على جثث بعض الموتى. وأكد أفراد من أسر الموتى «المحتجزين» إنهم عاشوا مرارة انتظار تسلم جثث ذويهم ومرارة الرضوخ للأمر الواقع، لاسيما أن الطبيبة معروفة منذ مدة برفضها الحضور من الدارالبيضاء إلى الجديدة لتشريح الجثث خلال أيام العطل رغم كل الاتصالات التي يتم إجراؤها، حيث اتصل المندوب الإقليمي للصحة بالجديدة بوزير الصحة شخصيا دون جدوى، لتستمر معاناة ذوي الموتى خلال العطل الأسبوعية والعطل الدينية والوطنية. إلى ذلك، كانت أصوات عديدة طالبت المجلس البلدي بتشييد مستودع للأموات تابع للبلدية أسوة بباقي المدن، بإمكانه أن يخلص المستشفى الإقليمي من الاحتجاجات المتكررة حول هذا الموضوع، كما طالبت بتجهيز المستودع البلدي بالشباك الموحد الذي يضم موظفا بالأمن الوطني وموظفا بعمالة الجديدة والبلدية وسيارة نقل الأموات لتسهيل عملية تمكين أسر الموتى من الوثائق الإدارية والتصاريح الخاصة بنقل ودفن الموتى بدل تركهم يتنقلون بين مصالح ومكاتب العمالة والأمن والبلدية للحصول عليها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحوادث التي يكون عدد ضحاياها مرتفعا. إلا أن هذا النداء مازال ينتظر الآذان الصاغية.