احتجت، يوم السبت المنصرم، أسرة فتاة توفيت في حادثة سير يلفها الغموض، أمام مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي ببني ملال، على عدم إخبارها بالحادث والوفاة، منذ 6 غشت الماضي. واشتكت الأسرة من "الإهمال والتماطل في الإخبار"، إذ حمل إخوة الضحية ليلى رشيدي، إدارة المستشفى وعناصر مصلحة حوادث السير مسؤولية عدم إشعارهم من جهة. وقال نور الدين رشيدي، شقيق الضحية، في تصريح ل "المغربية"، إنه فوجئ، الجمعة الماضي، بخبر وفاة شقيقته، ووجودها بمشرحة بني ملال، منذ الأسبوع الأول من غشت الماضي. وأضاف أن "جثتها متعفنة، خصوصا الوجه"، واستغرب المتحدث "صمت الجهات المسؤولة المعنية بالإخبار"، وشكك في العملية الجراحية، التي أجريت لأخته، مؤكدا رفض تسلم الجثة، إلى حين فتح تحقيق في النازلة. من جهته، نفى مدير المركز الاستشفائي الجهوي مسؤولية المستشفى في الإخبار، معتبرا ذلك من اختصاص الجهات الأمنية التي عاينت الحادثة، وقال ل "المغربية"، إن الضحية أحيلت على مستعجلات بني ملال يوم 5 غشت الماضي، بعد حادثة سير تعرضت لها في شارع 20 غشت، وكانت تعاني نزيفا داخليا جراء انفجار في الكبد، مع إصابة في رأسها وكسر في رجلها، حسب تقرير الطبيب، الذي أجرى لها العملية، وأدخلت قسم العناية المركزة، لكنها لفظت أنفاسها في اليوم الموالي، أي يوم 9 غشت. وأضاف المسؤول الصحي أنه، جرى إخبار المصالح المسؤولة بذلك، وظلت جثة في مستودع الأموات طيلة 3 أسابيع، وجرى إشعار وكيل الملك في انتظار أمره بدفنها، بعدما تعذر وصول ذويها، وأضحت مجهولة الهوية بالنسبة إلى المستشفى، إلى أن ظهر أهلها، أول أمس السبت. وأوضح الدكتور برحال، المسؤول عن الإدارة، أن إشعار أسر الضحايا الوافدين على المستشفى ليس من اختصاصه، وأنه لم يكن يتوفر على أي معلومة تخص أسرة ليلى رشيدي، اللهم اسمها الذي صاحبها في ملف حادثة السير، مبرزا أن الآثار الموجودة على جثة الضحية ناتجة عن العملية الجراحية التي أجريت لها، ونفى أن تكون الجثة تعفنت، "لأن ثلاجات المشرحة تشتغل بشكل جيد، وبعد قضاء 3 أسابيع بمستودع الأموات، جرى إبلاغ الوكيل العام، نظرا لعدم قدوم الأهل". وأضاف أن المستشفى مستعد لإجراء تشريح للجثة، بعد أمر الوكيل، أو إرسالها إلى الدرالبيضاء لإخضاعها للتشريح. وفي اتصال بممثل مصلحة حوادث السير، أكد أنه أنجز جميع المساطير التي تتطلبها مثل هذه الحالة، وأنه تابعها يوما بيوم، وأن أحد الموظفين التابعين لمصلحته أخبر من طرف ممرض قسم الإنعاش أن الجثة نقلت من المستشفى، ولم يشعر بوجودها إلا الجمعة الماضي. من جانبه، طالب المركز المغربي لحقوق الإنسان ببني ملال، بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة، في شكاية حصلت "المغربية" على نسخة منها، وجهها إلى الوكيل العام لمحكمة الاستئناف ببني ملال.