بلغت أثمنة الفواكه خلال السنة الجارية مستويات وصفها المواطنون «بالخيالية» وبأنها تفوق قدرتهم الشرائية بكثير، وقد اكتفى غالبيتهم باستهلاك الخضر، التي لم تستثن هي الأخرى من لهيب ارتفاع الأسعار الذي اكتوت به جيوب المغاربة عموما، لكنهم مجبرون على اقتنائها عكس الفواكه. يقول مصطفى(رب أسرة من الدارالبيضاء): «يا ربي نتكافاو غير مع الخضرة، هي اللي عليها كلشي، أما الديسير ما عندنا سوق فيه، حنا ما بقينا كاع عارفين المذاق ديالو كيف داير، راه ولاَ عندنا غير خضرة فوق طعام». وتحدث مهنيون عن رداءة الفواكه هذه السنة، ورغم تواضعها ظلت أثمنتها جد مرتفعة وليست في متناول المواطن المغربي، الذي حذف الفواكه من قائمة احتياجاته اليومية، بل حتى الأسبوعية، وأصبح عاجزا حتى عن اقتناء البرتقال «الليمون» الذي يعتبر «فاكهة الفقراء»، حيث تتراوح أثمنته، حسب مصادر مطلعة، ما بين 6 و7 دراهم للكيلوغرام الواحد، في حين بلغ ثمن التفاح المحلي ما بين 15 و17 درهما للكيلوغرام الواحد، وثمن التفاح المستورد 26 درهما، ووصل ثمن الموز 9 دراهم للمحلي و13 درهما للمستورد. وأكدت المصادر نفسها أن التوت تجاوز 8 دراهم، في حين وصل ثمن الشهدية والخوخ 15 درهما للكيلوغرام، أما بالنسبة إلى بعض الفواكه الموسمية مثل الإجاص فقد بلغ 20 درهما، والبرقوق والعنب ما بين 40 و45 درهما، حسب الجودة، والأناناص و»كيوي» و«قسطان» تراوحت أثمنتها مابين 20 و30 درهما. وعزا محمد السبكي، مدير سوق الجملة بالدارالبيضاء ارتفاع أثمنة بعض الفواكه وقلة جودتها إلى الاضطرابات الجوية التي عرفها المغرب هذه السنة، حيث تضررت بعض الفواكه من العواصف الرعدية التي تزامنت مع فترة جنيه. ورأى السبكي أن الأثمنة تختلف باختلاف الجودة والحجم والنوع، فالبرتقال نوع «نافيل وردة» من منطقة أكادير يصل إلى 4 دراهم، وبرتقال بني ملال والغرب 3 دراهم، في حين يتراوح ثمن « باليسيانا» ما بين درهم و60 سنتيما ودرهمين و20 سنتيما، وهناك أنواع تستعمل للعصير منها «أمليل وسانكيل» وهو يتراوح ما بين 140 سنتيما ودرهمين. وعن مادة التفاح، أكد محمد السبكي أن ثمن النوع الممتاز لا يتجاوز 13 درهما للكيلو الواحد، والمستورد يبلغ 16درهما حتى 20 درهما، في حين حدد ثمن الموز في 7 دراهم للمحلي وما بين 9 و10 دراهم للمستورد، و4 دراهم هو ثمن «الفريز» الجيد، وتبقى مسألة العرض والطلب، حسب السبكي، هي التي تتحكم في أثمنة الفواكه، فكلما ارتفع العرض وانخفض الطلب انخفض الثمن والعكس صحيح. وأوضح السبكي بخصوص تراجع استهلاك المغاربة للفواكه، حسب ما أكده مجموعة من المواطنين ل«المساء»، أن استهلاك المغاربة للفواكه أصلا لا يبدأ عادة إلا في شهر ماي من كل سنة، لأنه ابتداء من هذا الشهر يكون العرض أكثر من الطلب، كما تكثر بعض المنتوجات الموسمية المحلية مثل المشمش و«الدلاح» والعنب وعدة أنواع من البطيخ. وأوضح مدير سوق الجملة والفواكه في الدارالبيضاء أن 15 يوما هي المدة التي تفصل المواطن المغربي عن الفترة التي ستدخل فيها مجموعة من الفواكه الموسمية إلى السوق بوفرة وبأثمان جد مناسبة.