منذ بداية السنة وباعة الأحذية في المغرب يلمسون تراجعاً في إقبال المواطنين على اقتناء الأحذية سواء المصنعة محليا أو المستوردة أو المستعملة. هذه الوضعية يرجعها محمد مادي، رئيس جمعية التضامن لتجار سلا، إلى عوامل على رأسها تضرر القدرة الشرائية للمواطنين بفعل موجة الغلاء التي عرفتها المواد الاستهلاكية والخدمات، مما دفع شرائح واسعة منهم يقصدون أسواق الأحذية لمعرفة الأنواع والأثمنة دون القدرة على شرائها. ويعول الباعة على موسم الصيف وعودة الجالية لتسجيل انتعاشة في الطلب، حيث تعتبر تلك الفترة أحسن مواسم البيع والشراء بالنسبة إليهم، ففيها يستطيع الكثير منهم تحقيق بعض الأرباح وسداد جزء من الديون المتراكمة عليه طيلة السنة، إلا أن رئيس الجمعية، والمتخصص في بيع الأحذية والنعال التقليدية (البلغة)، يتخوف من تداعيات الأزمة العالمية على المهاجرين المغاربة بأوروبا، وتوجههم نحو تقليص نفقاتهم لمواجهة تراجع دخلهم. أثمنة الأحذية تعرف عموما استقرارا بفعل استقرار كلفة إنتاجها وما تتضمن من كلفة اليد العاملة أو الجلد أو باقي المواد الأولية التي تدخل في صناعتها خصوصا «السوميلة» (...)، ومصدرها أساسا مدن مراكش وفاس والدارالبيضاء. ويضيف عموم التجار إلى الثمن الذي اشتروا به الأحذية من المصانع هامش ربح يتراوح بين 20 و30 درهماً، ولكنه هامش متفاوت جدا تبعا لموقع محلات البيع وحجم الكلفة، بحيث تجد في الدارالبيضاء أو الرباط بعض الباعة الذين يبيعون ب 600 درهم حذاءا اشتروه ب 200 درهم. ويتجه السواد الأعظم من المغاربة إلى شراء أحذية عادية لا تنتمي إلى إحدى الماركات العالمية، والتي يزيد ثمنها قليلا أو ينقص عن 150 درهماً، فيما يصل ثمن الأحذية المستعملة المستوردة من إيطاليا أو ألمانيا ما بين 200 و250 درهما، ويرتفع بالنسبة للأحذية الجديدة الأجنبية إلى 400 و500 درهم فما فوق. وبعدما أقبلت شريحة واسعة من المواطنين على الأحذية الصينية في السنوات القليلة الماضية، نظرا لثمنها المنخفض (بين 50 و70 درهما) وشكلها الجذاب فإن تجريب هذه السلع أبان عن عيوبها المتمثلة في ضعف جودتها وتسببها في أمراض للأقدام وانبعاث رائحة كريهة، وهو ما أدى إلى تراجع الإقبال عليها بشكل كبير. باعة الأحذية يعتمدون أساسا على مواسم بعينها لتحقيق أرباحهم السنوية، وهي بالدرجة الأولى عيد الأضحى ثم عيد الفطر والمولد النبوي، وحسب محمد مادي فالمغربي يشتري في المتوسط حذاءين إلى ثلاثة في العام. ويعتبر شهر أبريل ماي من أصعب الفترات بالنسبة للتجار، لأنها فترة ترقب لوحدات الإنتاج بفعل تقلب بين فصل الربيع والصيف، وما يعنيه من استبدال المغاربة أحذية الشتاء بأحذية الصيف، وما يستتبع ذلك من توقف عن إنتاج الأولى والشروع في صنع الثانية.