قتل ما لايقل عن 14 جنديا تونسيا واصيب 20 آخرون في كمين نصبه مسلحون اسلاميون في جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر في أسوأ هجوم دموي تشهده البلاد. وقال الملحق الإعلامي لوزارة الدفاع رشيد حوالة إن الحصيلة ارتفعت الى "14 جنديا قتيلا و20 مصابا آخر". وقتل ايضا في نفس المواجهة مسلح اسلامي خلال تبادل لاطلاق النار بعد هجوم شنه اسلاميون يوم الاربعاء وقت الافطار واستعملوا فيه قذائف ار.بي.جي وأسلحة رشاشة. وهذه أكبر حصيلة من القتلى تسقط في هجوم منذ بدء جماعات اسلامية متشددة شن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة منذ ثلاث سنوات بعد الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في انتفاضة انتقلت الى أرجاء الشرق الأوسط. وقال مفدي المسدي المتحدث باسم رئيس الوزراء إن عمليات مطاردة تجري حاليا في جبال الشعانبي الواقعة على الحدود مع الجزائر. وأمام مستشفى القصرين حيث نقلت جثث القتلى تجمع مئات الغاضبين من بينهم عائلات القتلى الذين كانوا يبكون بينما منع دخول الصحفيين والمصورين للمستشفى. ومطلع الشهر الحالي قتل ايضا أربعة عسكريين تونسيين في انفجار لغم أرضي أثناء عملية استهدفت متشددين إسلاميين في شمال البلاد. وفي مثل هذه الفترة من العام الماضي في شهر رمضان قتل متشددون في جبل الشعانبي ثمانية جنود ذبحا في هجوم صادم. واعلن الرئيس التونسي المنصف المروزقي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام بينما يعتزم رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة توجيه كلمة للشعب التونسي في وقت لاحق يوم الخميس. وتقاتل القوات التونسية متشددين من جماعة أنصار الشريعة المتطرفة ومسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة منذ ابريل نيسان عندما بدأت هجوما جديدا على مخابيء المتشددين في جبال الشعانبي على الحدود مع الجزائر. ومنذ انتفاضة عام 2011 والإطاحة ببن علي وبدء خطوات ديمقراطية تكافح تونس حركات اسلامية متطرفة تحاول فرض تفسيرها المتشدد للإسلام في إحدى أكثر الدول العربية علمانية. وبعد مقتل اثنين من قادة المعارضة على أيدي متشددين إسلاميين العام الماضي أعلنت تونس أن أنصار الشريعة جماعة ارهابية. واعلنت الولاياتالمتحدة الجماعة أيضا منظمة ارهابية أجنبية. ونشرت السلطات آلاف الجنود في منطقة جبل الشعانبي النائية في ابريل نيسان لطرد المتشددين. واشتبكت أنصار الشريعة مرارا مع قوات الأمن وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وهو جناح القاعدة في المنطقة أيضا مسؤوليته عن هجمات في تونس. وسادت حالة من الغضب والصدمة الشارع التونسي بعد هذا الهجوم الدموي. وقطعت كل وسائل الاعلام برامجها وبدأت بث الاغاني الوطنية وركزت على إذاعة النشرات الاخبارية.