أصيب جنديان بالجيش التونسي، أول أمس الاثنين، في انفجار لغم زرعته "عناصر إرهابية" متحصنة بجبل الشعانبي (1544 مترا) في ولاية القصرين (وسط غرب) تونس على الحدود مع الجزائر على ما أعلنت وزارة الدفاع التونسية. إحدى مشاهد من المعركة التي دارت بين الجيش والإرهابيين (خاص) نقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الحكومية عن العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع تأكيده "أن الحادثة وقعت عند التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي، من صباح أول أمس الاثنين"، حيث "انفجر لغم رابع بجبل الشعانبي من ولاية القصرين صباح الاثنين أثناء مواصلة قوات الجيش الوطني تعقب العناصر الإرهابية بسفوح وكهوف الجبل، مخلفا إصابة جنديين اثنين برتبة رقيب أحدهما في ساقه وآخر في مستوى عينه". وكان مصدر طبي أعلن في وقت سابق لوكالة فرانس برس أن انفجار اللغم تسبب في بتر ساق جندي وإلحاق أضرار بعين الآخر. وأكد الناطق باسم الوزارة "عزم قوات الجيش الوطني على مواصلة عمليات التمشيط لتعقب العناصر المتحصنة بجبل الشعانبي"، مشيرا إلى الصعوبات التي تواجهها قوات الأمن في تأمين المنطقة، بسبب نقص المعدات الملائمة لكشف سماد الاومنترات، الذي يمكن استخدامه لصنع قنابل. وأوضح العميد بن نصر "يستحيل كشف هذه المادة من فرق الكلاب المدربة أو أجهزة إزالة الألغام". من جهة أخرى، أصيب الأسبوع الماضي، 15 بين جنود وعناصر في جهاز الحرس الوطني، بينهم اثنان بترت أرجلهما وآخر أصيب بالعمى، في انفجار ألغام زرعها "ارهابيون" بجبل الشعانبي. وبدأت قوات الجيش والأمن التونسي عملية تمشيط واسعة للقضاء على هذه المجموعة وإزالة الألغام، التي زرعوها في هذه المنطقة الجبلية الوعرة والغابوية، التي تبلغ مساحتها مائة كلم مربعا. وقالت وزارة الداخلية، السبت الماضي، إنها فقدت أثر نحو 20 متطرفا إسلاميا مسلحا، وقال مصدر أمني في الموقع إن عددهم يقدر بخمسين. ووصف راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، في تونس، أول أمس الاثنين، قتال مسلحين إسلاميين متطرفين قوات الجيش والأمن التونسي بأنه "كفر" و"أعمال إرهابية". ودعا "كل الشباب الإسلامي إلى أن يستيقنوا أن قتال المسلم كفر وفسوق وجريمة من أعظم الجرائم"، مضيفا "شرطتنا شرطة مسلمة، جيشنا جيش مسلم، مجتمعنا مجتمع مسلم، وهذا الجهاد المدعى هو جهاد في غير مكانه وموجه لغير أهله". وأكد الغنوشي "من أراد أن يجاهد فالجهاد في فلسطين وليس في جبل الشعانبي وليس في القصرين (..) هذه أعمال ضالة مضلة". وتجري ملاحقة هذه المجموعة، منذ 10 دجنبر 2012، إثر قتلها عنصر أمن بقرية درناية بولاية القصرين ثم تحصنت بجبل الشعانبي. وفشلت عملية أمنية حينها في تفكيكها. وأعلنت السلطات نهاية دجنبر الماضي، اعتقال 16 مسلحا متطرفا قرب الحدود مع الجزائر على صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لكنها لم تشر إلى انتماء المجموعة، التي تم اعتقالها إلى العناصر الملاحقة حاليا في الشعانبي. وتشهد تونس، منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي بداية 2011 تناميا للمجموعات الإسلامية المتطرفة المسؤولة عن عدة أعمال عنف بينها بالخصوص الهجوم على السفارة الأميركية في شتنبر 2012 واغتيال معارض في فبراير 2013.