لفت الرئيس التونسي منصف المرزوقي الأنظار إلى خطر ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد تونس٬ وقال إن الانفجارات الأخيرة في منطقة جبل الشعانبي بولاية القصرين (وسط غرب البلاد)٬ والتي نجمت عن ألغام أرضية زرعتها عناصر إرهابية وأدت إلى إصابة عدد من أفراد الأمن والجيش تمثل "منعطفا غير مسبوق يهدد أمن البلاد ونجاح ثورتها". وأضاف المرزوقي٬ في كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل٬ إن هذه المجموعات الإرهابية "تشكل خطرا كبيرا يجب على الجميع أن يتحد ويقف وقفة حازمة من أجل الحد من انتشارها". واعتبر الرئيس التونسي إن "الظاهرة الإرهابية هي غسل دماغ إيديولوجي تتطلب معركة فكرية لإقناع شبابنا بأنه لا مستقبل إلا في ظل دولة مدنية ومجتمع متسامح وإسلام معتدل"٬ مشددا على ضرورة مواجهتها بكل "الوسائل لكن في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان". وكانت سلسلة انفجارات ناجمة عن ألغام أرضية زرعتها عناصر إرهابية مختبئة في مغارات بمرتفعات جبل الشعانبي الوعرة لمنع تقدم قوات الأمن والجيش٬ قد أسفرت عن إصابة أكثر من 12 من العسكريين والأمنيين بعضهم إصاباتهم خطيرة. وتنهمك وحدات الجيش والحرس الوطني (الدرك) منذ ثلاثة أيا م في تمشيط المنطقة بحثا هن المجموعة الارهابية مستعملة آليات وأسلحة خاصة لتفجير هذه الألغام عن بعد. الى ذلك٬ دعا الرئيس المرزوقي إلى الإسراع بوضع أسس "الدولة الديمقراطية العادلة والشفافة وبإطلاق برنامج وطني هدفه إخراج مليوني تونسي من الفقر المشين الذين يتخبطون فيه"٬ والذي قال إنه يشكل "الأرض الخصبة التي تترعرع فيها هذه المجموعات العنيفة مشكلة بذلك خطرا على نفسها وعلينا جميعا".