أثار المصارع زياد أيت أوكرام الكثير من الجدل بتونس، وهو يقرر العودة للأصل وحمل قميص المنتخب الوطني للمصارعة، والدفاع عن راية المغرب بدل راية تونس التي دافع عنها بشراسة، بل وأصبح بفضل إنجازاته العربية والإفريقية، أفضل مصارع في تاريخ رياضة المصارعة في تونس، خصوصا وأنه حاز على اللقب الإفريقي ثماني مرات، هذا دون الحديث عن الكثير من إنجازاته الأخرى، ومن بينها أنه نجح في الفوز على بطل أولمبي وعالمي، الأمر الذي يؤكد أن هذا الفتى الذي مازال في ريعان الشباب بمقدوره إذا وجد العناية والاهتمام أن يهدي للمغرب ميدالية أولمبية. لزياد أيت أوكرام، الذي أثار في تونس ضجة كبيرة باختياره الانضمام إلى المغرب قصة مثيرة تستحق أن تكون سيناريو لفيلم سينمائي، فهذا الفتى من أبوين مغربيين، وهو ما ل ايعرفه مسؤولو الاتحاد التونسي، وقد هاجرا إلى تونس مبكرا وعملا هناك، قبل أن يرزقا بابنهما زياد الذي سيبدي ولعه بالرياضة وبالمصارعة على وجه الخصوص، وسينخرط ضمن فريق الترجي وستتم المناداة عليه بعد ذلك للمنتخب التونسي. ولأن جدة زياد تونسية، ويخول لها القانون التونسي أن تمنحه جنسية بلادها، فقد وجد زياد نفسه يدافع عن منتخب تونس، بل وأصبح بطلا يقام له ويقعد، بفضل إنجازاته التي أدخلته تاريخ الرياضة التونسية من بابها الواسع. اليوم، قرر زياد أن يلبي نداء القلب وأن يعود للدفاع عن راية المغرب بعد أن حصل على بطاقة التعريف الوطنية، وعلى الجنسية المغربية التي يخولها له القانون بما أنه مواطن مغربي، وله الأهلية لذلك. المثير في قصة زياد الذي قال إنه لن يعود لحمل قميص تونس وأنه اختار المغرب عن قناعة، وأن الأمر يتعلق بتصحيح وضع خاطيء وجد نفسه فيه، هو أن الاتحاد التونسي للمصارعة حاول أن يصور القضية على أن فيها عملية «تجنيس»، كما فعل الاتحاد التونسي لكرة القدم مع اللاعبين كلايطون ودوس سانطوس البرازيليين، بل إن الهيجان دفع رئيس الاتحاد التونسي إلى أن يبعث رسالة تفتقد للياقة لنظيره المغربي. وإذا كان زياد اختار طريقه بوضوح، وسيحمل بلا شك قميص المنتخب الوطني المغربي وسيدافع عن رايته، فإن المفروض أن يتم توفير كل سبل الدعم لهذا الشاب الذي اختار المغرب عن قناعة، ملبيا نداء القلب ونداء عائلته الرياضية، إذ يكفي أن نعرف أن زوج خالته هو عبد اللطيف لعلو الحارس السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم. قصة زياد لن تنتهي بالدفاع عن راية المغرب، بل إنها مرشحة للكثير من الإثارة والتشويق، خصوصا عندما يدخل هذا الشاب حلبات المصارعة، ففي جعبته الكثير مما يقدمه لوطنه الأصلي، لكن شريطة أن يدرك القائمون على الرياضة أن صناعة بطل أولمبي تحتاج إلى موارد مالية، تماما كما يحتاجها جميع الرياضيين في هذا البلد العزيز. بالتوفيق لزياد ومرحبا بك في بلدك المغرب.