دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقنيطرة، على خط قضية مصرع فتاة قاصر، جراء قفزها من سيارة للشرطة، بعد اعتقالها، بحر الأسبوع المنصرم، بمعية صديق لها في العمر نفسه، من طرف عنصر من قوات التدخل السريع. وقالت الجمعية، إنها تتابع بقلق شديد تطورات هذا الملف، مؤكدة، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أن ما وقع، يندرج في خانة التجاوزات الخطيرة التي دأب على ارتكابها بعض ممن يتحملون مهمة حماية أمن وسلامة المواطنات والمواطنين، وزادت معلقة على الحادث «في الوقت الذي تتنامى فيه الجريمة وتنتشر فيه تجارة المخدرات واعتراض سبيل المارة ليل نهار، لا يجد بعض رجال الأمن إلا مثل هذه الحالات، والتي لا تمثل أي خطر على أي كان، للتدخل فيها بشكل استفزازي، تنتج عنها أحيانا تداعيات خطيرة». ووصف الحقوقيون اعتقال رجل الشرطة للقاصرين، والتسبب في مقتل أحدهما، بالسلوك الماس بحرية المواطنين، والمرتبط، في نظرها، بالممارسات المخزنية والبائدة، مشددة في هذا الإطار على العمل على عدم تكرار مثل هذه التجاوزات المنافية لحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها كونيا والمنصوص عليها دستوريا. وطالب أصحاب البلاغ النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في هذا الحادث، والكشف عن ملابسات هذه القضية وعرض نتائجها على الرأي العام، واتخاذ التدابير القانونية اللازمة، من أجل معاقبة من تسبب في الإجهاز على الحق في الحياة لطفلة مغربية، ضمانا لحقوق جميع الضحايا. ذي صلة، أنهت ولاية الأمن تحقيقاتها مع رجل الأمن، الذي قام باعتقال الفتاة الهالكة بمعية شاب قاصر، والذي جرى توقيفه من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني، حيث أعدت تقريرا في الموضوع، أشارت فيه إلى الأخطاء المهنية الجسيمة التي ارتكبها الشرطي المذكور. وذكرت المصادر، أن حقائق هذه القضية ما كانت لتنكشف لولا شهادة الطفل القاصر الذي كان برفقة الفتاة الهالكة، والتي أفاد فيها بأن الشرطي المذكور، قام باعتقالهما بالقرب من المنزل الذي يقطنه بحي «المغرب العربي» بمنطقة «أولاد أوجيه»، بعد مشادات كلامية بينهما وبين الشرطي، خاصة، وأنهما لم يرتكبا أي فعل مخالف للقانون يستوجب توقيفهما، ونظرا للخوف الذي تملكهما، يضيف رفيق الهالكة، قررا القفز من سيارة الشرطة. وبحسب المصادر نفسها، فإن الشاب، تمكن من الفرار، في حين سقطت الضحية مغشيا عليها، دون حراك، مشيرة، إلى أن الشرطي قام بحمل الفتاة ووضعها بداخل سيارة الأمن التي كان يقودها، إلى أن وصل إلى وسط المدينة، حيث أشعر مصلحة الديمومة بروايته الأولى قبل أن يتراجع عنها في وقت لاحق.