توصلت ولاية أمن القنيطرة، أول أمس، بقرار توقيف عنصر من فرقة التدخل السريع، المعروفة اختصارا ب»السيمي» أو «الجير»، كإجراء تأديبي عن الخطإ المهني الجسيم الذي ارتكبه، بعد قيامه بعملية اعتقال فتاة قاصر بمعية صديقها، انتهت فصولها بحادث مأساوي. وكشف مصدر موثوق أن عنصر «الجير»، الذي كان عائدا للتو من إيصال عدد من زملائه في الفرقة إلى منطقة «أولاد أوجيه»، استرعى انتباهه وجود فتاة وشاب، فجرا، في أحد أزقة حي المغرب العربي، وهو ما دفعه إلى الترجل من سيارة الشرطة التي كان يقودها، حيث قام باعتقالهما، بعدما لم يدليا بأي وثيقة تثبت هويتهما. وأضاف المصدر أن رجل الأمن لم يتخذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة إبان اقتياده للموقوفين إلى مقر ولاية أمن المدينة، الأمر الذي حاولت القاصر ورفيقها استغلاله للفرار، فقفزا معا من الباب الخلفي لسيارة الشرطة أثناء سيرها. ووفق معلومات مؤكدة، فإن القاصر »ج ه«، البالغة من العمر 16 سنة، أصيبت بجروح جد خطيرة، عجلت بوفاتها لاحقا بعد نقلها إلى المستشفى، في حين لم يصب مرافقها، الذي التقته لأول مرة، بعدما تعرفت عليه عن طريق موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك«، لأي أذى. وأفاد مصدر مقرب من عائلة الضحية أن هذه الأخيرة تم نقلها على وجه السرعة على متن سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات بالمركب الجهوي الاستشفائي، وهي في حالة خطيرة جدا، بعد إصابتها برضوض وارتجاج قوي في الرأس، دخلت على إثره في غيبوبة، لم تستفق منها رغم مرور ساعات طويلة على وقوع هذا الحادث. وبحسب المصدر نفسه، فإن الفتاة القاصر، تم الاحتفاظ بها بقسم الإنعاش تحت العناية المركزة، ولإخضاعها للتنفس الاصطناعي، حيث أكد ذات المصدر، خطورة وضعها الصحي، لإصابتها بنزيف دماغي حاد تسبب في فقدانها للوعي، قبل أن تعلن إدارة المستشفى، في وقت مبكر من صباح يوم أمس، عن وفاتها. ويجري كتمان شديد حول باقي تفاصيل هذا الحادث، وإن كانت كل المعلومات المتسربة، تشير إلى أن الهالكة القاصر، فاجأتها سيارة للأمن، يقودها عنصر من الجير، وهي بمعية شاب بحي »المغرب العربي«، ليبادر الشرطي السائق إلى اعتقالهما، دون أن يشعر كبار مسؤوليه الأمنيين عبر الجهاز اللاسيلكي لتلقي التعليمات. وعلمت «المساء» أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية، فتحت تحقيقا في الموضوع، لمعرفة الملابسات الحقيقية لهذا الحادث، حيث تم استدعاء العنصر الأمني الموقوف للاستماع إلى تصريحاته، فيما تعذر على المحققين التحدث للفتاة نظرا لحالتها الصحية الحرجة. وخلف هذا الحادث استياء كبيرا في أوساط الحقوقيين، الذين حملوا، في تصريحات متطابقة، الشرطي سالف الذكر، مسؤولية ما وقع، خاصة وأن المعطيات الأولية، تفيد بأن الفتاة ورفيقها القاصرين، لم يكونا وقت اعتقالهما يشكلان أي تهديد للنظام العام. وخلف هذا الحادث، استياء كبيرا في أوساط الحقوقيين، الذين حملوا، في تصريحات متطابقة، الشرطي سالف الذكر، مسؤولية ما وقع، خاصة، وأن المعطيات الأولية، تفيد بأن الفتاة المتوفاة ورفيقها القاصرين، لم يكونا وقت اعتقالهما يشكلان أي تهديد للنظام العام.