كشفت مصادر مطلعة أن السلطات الغامبية أجرت تحاليل واختبارات حول الأكل، الذي قدم للرئيس النيجيري، وأدى إلى إصابته بتسمم، واعتقال طباخ مراكشي، أن السمك المقدم ليس مصدر التسمم. وفي الوقت الذي لم تتوفر فيه، غامبيا على مختبر «مؤهل» للتأكد من أن التسمم ناتج عن «القمرون»، الذي تناوله الرئيس النجيري، جودلاك جوناثان، كشفت معطيات دقيقة أن مختبرا في بريطانيا أكد سلامة السمك المقدم للضيف النيجيري، خلال نزوله في أحد الفنادق في غامبيا. وبحسب معلومات مؤكدة فإن الشاب المراكشي المعتقل بالديار الغامبية منذ 20 نونبر الماضي، «لم يكن مسؤولا عن مائدة الرئيس أثناء وضع الطعام»، بينما لم تتم متابعة رئيس الطباخين بالفندق، وباقي الطاقم الذين أعدوا مأدبة الغذاء. وكشف المحامي لامين باكارا، دفاع أيوب عليري أنه ليس هناك أدلة تدين الشاب المراكشي، كما أنه ليس «هناك قضية أساسا». هذا، وتشير المعطيات، التي توصلت بها «المساء» أن الشاب المغربي اعتقل من قبل المصالح الاستخباراتية الغامبية، قبل وضعه في السجن المركزي لمدينة «بانجول» لأجل «إقناع الطرف النيجيري أنه تم القبض على الجاني في زمن وجيز». ومن بين مفارقات زيارة ممثل عن وزارة الخارجية المغربية رفقة والد المعتقل، إلى غامبيا من أجل ملاقاة أيوب عليري، أن رشيد جا، المستشار المكلف بشؤون القنصلية سلم المسؤول المكلف بالتشريفات لدى الوزير الغامبي رسائل القنصل المغربي، بحضور وزير الخارجية الغامبي والسكرتير العام لدى الرئاسة في 20 دجنبر الماضي، لكي يمنح أيوب عليري عفوا رئاسيا، لكن المسؤول الغامبي المكلف بالتشريفات، نفى توصله بهذه الوثائق، مصرحا أن جزءا من ملف الشاب المراكشي «سري، وخاص بالأمن الغامبي». ومما تسرب من اللقاء الذي تم بين المسؤول المغربي، ووالد أيوب عليري من جهة والطباخ المراكشي المعتقل، يوم 17 يونيو الماضي لمدة 20 دقيقة أن السلطات الغامبية كانت محرجة من الزيارة، بحيث كان مسؤولون غامبيون ينتظرون إنهاء الزيارة بترقب كبير، في الوقت الذي تم تأخير الوفد المغربي لزيارة المعتقل لمدة قاربت الثلاث ساعات. وأوضحت مصادر «المساء» أن الحل الوحيد في قضية الشاب أيوب عليري هو لقاء الرئيس الغامبي الحاج يحيى عبد العزيز جامي لطلب عفو رئاسي. وكانت السلطات الغامبية، قد اعتقلت طباخا مراكشيا قام القائمون على فندق مصنف ب»توريطه» في حادث تسمم الرئيس النجيري جونتان جود لاك، إلى جانب 18 من مرافقيه شهر نونبر الماضي. ويوجد أيوب عليري (26 سنة) بالسجون الغامبية بعد أن اتهمه المسؤولون بفندق بالعاصمة الغامبية بطبخ السمك الفاسد، الذي عجل بنقل الرئيس النجيري صوب العاصمة البريطانية لندن للعلاج.