لم يسبق للأندية الثمانية المؤهلة لربع نهاية كأس الإتحاد الأوروبي لهذا الموسم، الفوز بهذه الكأس. مما يشكل سابقة تاريخية. و قد أفرزت القرعة احتمال إجراء ديربي فرنسي وآخر ألماني في دور النصف، لكن الناديين الأوكرانيين ديناموكييف وشاختار دونتسك إلى جانب أودينيزي الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي، سيحاولون استبعاد هذه الفرضية بالدفاع عن حظوظهم لبلوغ المربع النهائي. ضرب نادي أودينيزي عصفورين بحجر واحد، بإقصائه حامل اللقب: زينيت سان بيترسبورغ الروسي وبتأهله لأول مرة في تاريخه الكروي إلى ربع نهائي أوروبي، لكن لعنة الإصابات التي حلت بلاعبين مهمين، قد توقف زحف النادي الإيطالي لبلوغ النهائي. فغياب الحارس الرسمي: هاندانوفيتش والمهاجم الإيطالي دي ناطالي، سيظهر تأثيره جليا في المواجهة المزدوجة التي ستجمعه بنادي فيردر بريمن الألماني المستعيد لعافيته بعد مروره بفترة فراغ عصيبة. إقصاؤه لنادي آسي ميلانو الإيطالي وإجباره للباييرن على التعادل، يدل على ارتفاع أداء الفريق في الآونة الأخيرة، لكن المدرب الإيطالي مارينو يدرك أن التألق على الواجهة الأوروبية هو السبيل الوحيد لإنقاذ موسمه، بعد تلاشي حظوظ الفريق في الظفر ببطاقة أوروبية للموسم القادم، ولهذا سيعمل على ترسيم المهاجم الشيلي أليكس سانشيز إلى جانب الدولي الإيطالي الواعد: كاغلياريلا ومواطنه فلورو فلوريس، لخلخلة العمق الدفاعي لفيردر، المؤلف من العملاقين ميرتساكر والبرازيلي نالدو. بالمقابل سيكون دفاع الإيطاليين في محنة لمساندة حارسهم الإحتياطي كوبر فيتش، أمام فعالية البيروفي بيتزارو ومناوشات البرتغالي هوغو ألميدا، مدعومين بالجوهرة البرازيلية دييغو ريباس الطامح إلى الفوز بلقب قاري قبل مغادرة فريقه نحو نادي أوروبي كبير. وبمدينة دونتسك الأوكرانية، يود نادي شاختار المحلي الحسم في أمر التأهل بميدانه أمام نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي، ولبلوغ هذا الهدف المنشود، يتسلح الأوكرانيون بخبرتهم الدولية الكبيرة التي اكتسبوها بفضل مشاركاتهم الدائمة في عصبة الأبطال وكذلك بفضل توفرهم على كتيبة برازيلية: فرناندينهو، مورينو، لويز أدريانو وإيلسينهو بالإضافة إلى جادسون هداف الفريق في مسابقة عصبة الأبطال لهذا الموسم بأربعة أهداف. اللقاء سيكون أيضا مواجهة بين مدربين محنكين: الروماني لوتشيسكو عن الجانب الأوكراني والبلجيكي غيريتس عن الجانب الفرنسي، الذي سيحاول الخروج بأقل الخسائر للحفاظ على حظوظ فريقه في مقابلة الإياب بملعب الفيلودروم. ولسد الفراغ الحاصل في خط الهجوم، بغياب الهداف البرازيلي برانداو القادم من شاختار دونيتسك في الميركاتو الشتوي، فإنه سيرسّم الإيفواري كوني إلى جانب السينغالي نيانغ وسيعتمد على خبرة الهولندي زندن في وسط الميدان والأرجنتيني سيفيلي في الدفاع للحد من خطورة الأوكرانيين. وبالعاصمة الفرنسية باريس، سيواجه النادي المحلي امتحانا عسيرا أمام أصدقاء المغربي بدر القادوري. فدينامو كييف يعيش أزهى فتراته في هذا الموسم بتصدره للدوري الأوكراني وإقصائه لنادي بلنسية الإسباني ومواطنه ميطاليست خاركوف في الدورين السابقين. بالمقابل لم يستفق الباريسيون من الصفعتين القويتين اللتين تلقاهما في الدوري الفرنسي أمام أولمبيك مرسيليا وتولوز، ووجد صعوبة بالغة لهزم سبورتينغ براغا البرتغالي العادي في الدوري الماضي. غياب المدافع أرمان، يعقد أيضا مهمة المدرب بول لوكوين لإيقاف الخطر القادم من المهاجمين ألييف وزميله إرمينكو، لكن تبقى كل الإحتمالات واردة بفضل توفر الفرنسيين على خط وسط ميدان مجرب من طينة ماكيليلي، روطن، جيولي وكليمون وعلى مهاجمين سريعين كهورارو وليوندولا. اللقاء الرابع، الذي سيجمع بين هامبورغ الألماني ومانشستر سيتي، سيكون محكا حقيقيا للمدرب الويلزي مارك هيوز، الذي لم ينجح لحد الآن في استغلال المهارات التقنية للاعبيه النجوم: ورايت فيلبس، روبينهو، بيلامي وبوجينوف، من أجل تكوين فريق متكامل على عكس نظيره الهولندي مارتن يول، الذي أضفى لمسته فصار هامبورغ مهاب الجانب بفضل لعبه الجماعي وقتاليته. خبرة المدرب يول في الدوري الإنجليزي، حيث سبق له تدريب نادي طوطنهام هوتسبرز، ستفيده كثيرا لتجاوز النادي الإنجليزي الذي صرف الملايين وعجز عن تكوين فريق قوي.