أكد عبد الرحيم مهتاد رئيس جمعية النصير في اتصال مع «المساء»، أن جميع الأمراض موجودة داخل السجون المغربية وليس فقط داء الجرب الذي قررت مندوبية السجون شن حملة عليه ابتداء من يوم أمس الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للصحة. وأضاف أن حفيظ بنهاشم اعترف له خلال لقاء شخصي مؤخرا بأن المندوبية لا تستطيع ضمان تغطية طبية شاملة ومنتظمة بسبب غياب الإمكانيات الضرورية، متسائلا عن سبب عدم اهتمام مؤسسات المجتمع المدني بمساعدة المندوبية على توفير إمكانيات طبية من شأنها توفير خدمة طبية سريعة وفعالة للسجناء. ويشرح مهتاد، أن المعتقلين يؤكدون له في مناسبات مختلفة أن السجون تعرف انتشار الكثير من الأمراض نتيجة العدوى ومنها أمراض منتقلة جنسيا، مستدركا بقوله: «إن الإدارة تحرص على عزل السجناء المصابين بداء السيدا لتفادي انتشار عدوى الداء القاتل». وما يزيد من خطر انتشار الأمراض، يشرح مهتاد، هو الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه السجون المغربية التي تضم بين جدرانها ما يزيد عن ال 60 ألف سجين، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد السجناء بفرنسا مثلا حاجز ال 45 ألفا. ويقول المصدر نفسه إن الدولة باتت ملزمة بابتداع سياسة جنائية واضحة تروم التخفيف من وطأة الاكتظاظ الذي يعتبر العامل الرئيس في انتشار الأمراض والعدوى في ظل ارتفاع الشكاوى من الضعف في التغذية والنظافة. وقد قررت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، منذ يوم أمس الثلاثاء الشروع في تنفيذ برنامج لمكافحة داء الجرب داخل المؤسسات السجنية. وأوضحت المندوبية العامة «أن تنفيذ هذا البرنامج يدخل في إطار مجهوداتها الرامية إلى تحسين الخدمات الطبية المقدمة لفائدة السجناء وتعزيز الإجراءات الصحية الوقائية بالمؤسسات السجنية». وذكر البلاغ أن «المندوبية رصدت الإمكانيات المادية والوسائل الطبية الضرورية لتنفيذ هذا البرنامج، وأنها وجهت دورية إلى مديري المؤسسات السجنية لاتخاذ كافة الإجراءات الواجبة لإنجاحه».