أجهضت قوات الأمن، صباح أمس الجمعة، الوقفة الاحتجاجية، التي كانت عائلات معتقلي السلفية الجهادية وجمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، تعتزم تنظيمها أمام وزارة العدل بالرباط، للاحتجاج على ما وصفته ب«التدخل العنيف وغير المبرر» الذي قامت به الإدارة المحلية للسجن المركزي بالقنيطرة يوم الأربعاء الماضي، ضد المعتقلين الإسلاميين المضربين عن الطعام. ولم يحل تدخل قوات الأمن التي حاصرت عائلات المعتقلين وطوقت الشوارع المؤدية إلى وزارة العدل، دون ترديد المحتجين الذين قدموا من مدن مختلفة شعارات من قبيل: «وزارة العدل هاهي والحقوق فين هي؟».. «يا وزير يا مسؤول هاذ شي مشي معقول». كما لم يحل دون نقل احتجاجاتهم إلى أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. إلى ذلك، اعتبر عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير، أن الوقفة الاحتجاجية هي رسالة موجهة إلى عبد الواحد الراضي، وزير العدل لمطالبته بفتح تحقيق في ما أسماها الانتهاكات التي تشهدها السجون. وقال: «جئنا اليوم لنبلغ وزير العدل باعتباره رئيس النيابة العامة بفتح تحقيق فيما يجري داخل السجون من انتهاكات من قبل مندوبية السجون ومحاكمة المتسببين في تلك الانتهاكات إن ثبتت في حقهم تلك الانتهاكات، لكننا ووجهنا بالمنع وبتحرشات رجال الأمن». وأضاف مهتاد في اتصال مع «المساء» أن المنع الذي طال الوقفة الاحتجاجية لعائلات المعتقلين هو استمرار للمنع والحصار اللذين يعاني منهما المعتقلون الإسلاميون في السجون المغربية والانتهاكات التي تمارسها ضدهم مندوبية السجون تحت يافطة احترام القانون والحفاظ على الأمن». وبالتزامن مع الوقفة الاحتجاجية، خاض»المعتقلون الإسلاميون بالسجون المغربية» إضرابا إنذاريا لمدة 24 ساعة للتضامن مع المعتقلين المضربين عن الطعام في سجن عكاشة، ومع معتقلين بالسجن المركزي بالقنيطرة. ووفقا لرواية «المعتقلين الإسلاميين»، فقد تم صباح يوم الأربعاء الماضي اقتحام الجناحين الخاصين بمعتقلي السلفية الجهادية (حي أ1 و حي أ2) بالسجن المركزي بالقنيطرة من طرف العديد من موظفي المندوبية السامية المدججين بالعصي ، حيث تم إشباعهم ضربا و سبا و إهانة، وقاموا بتجريدهم من كل لوازمهم وأغراضهم. كما ساقوا العديد منهم، يقول بيان صادر عن المعتقلين، إلى الزنازن دون مراعاة أحوالهم الصحية المنهكة بفعل الإضراب المفتوح. وقال المضربون، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، إن سياسة حفيظ بنهاشم المندوب العام للسجون تروم «الإجهاز على المكتسبات التي حققها المعتقلون، والحقوق التي تم تحصيلها ومراكمتها خلال سبع سنوات من النضال».