لا يجد الكثير من البيضاويين بدا من التوجه ليلا إلى كورنيش "عين الذياب" في ليالي رمضان، من أجل التمتع بفسحة رمضانية بجانب أمواج البحر أو التجول في الكورنيش، وبسبب تزامن شهر الصيام مع فصل الصيف، تضاعف الإقبال بشكل كبير على هذا الشاطئ، على اعتبار أنه واحد من الفضاءات القليلة في العاصمة الاقتصادية. التمتع بأجواء رمضانية بالقرب من أمواج البحر، يكاد يكون القاسم المشترك بين العديد من العائلات، سواء تلك التي تقطن بالدارالبيضاء، أو التي فضلت قضاء شهر الصيام لدى عائلتها في العاصمة الاقتصادية، حيث لا تترد الكثير من الأسر مباشرة بعد صلاة العشاء أو التراويح، في التوجه، كما يقول مصدر، إلى شاطئ عين الذئاب. وحسب المصدر نفسه، فإن كورنيش عين الذئاب عرف خلال الأيام الأولى من شهر الصيام اكتظاظا كبيرا، بسبب الحرارة المرتفعة التي تعرفها المدينة في الأيام الأخيرة، حيث أصبح ملاذا لكثير من الأسر بسبب التغييرات الكثيرة التي عرفها مؤخرا، إذ استفاد هذا الفضاء قبل أزيد من خمس سنوات من مشروع إعادة هيكلته، وهو الأمر الذي أثار استحسان الكثير من البيضاويين، الذين أصبحوا يقبلون بشكل كبير عليه. ومن بين العوامل التي أدت إلى تزايد الإقبال على كورنيش عين الذئاب، هناك "الطرامواي"، إذ مكنت هذه الوسيلة من ربط الكورنيش بمجموعة من الأحياء البعيدة، خاصة حي التشارك وسيدي مومن والحي المحمدي، وهو الأمر الذي شجع الكثير من العائلات التي كانت تفكر ألف مرة قبل التوجه إليه، بسبب عدم توفر وسائل النقل، على الالتحاق بالأسر التي تقضي لياليها الرمضانية فيه. وتمكن كورنيش عين الذئاب في السنوات الخمس الأخيرة من تحويل اهتمام البيضاويين إليه، ففي الثمانينيات، كان وسط المدينة، خاصة شارع مولاي عبد الله وحديقة ياسمينة، يتصدران قائمة الأماكن التي تكتظ بالزوار خلال شهر الصيام، إلا أن الوضعية الكارثية التي تعرفها الحديقة منذ سنوات جعل الإقبال عليها يخف، وفي هذا السياق، يقول مسؤول في جماعة الدارالبيضاء إن مشروع إعادة هيكلة حديقة الجامعة العربية سيعيد الاعتبار إلى وسط المدينة. وفي الشق المرتبط بفضاءات التنزه في العاصمة الاقتصادية، هناك مشروع حالي يهدف إلى تأهيل حديقة عين السبع، ويدخل هذا المشروع ضمن اتفاقية تم التوقيع عليها مؤخرا من قبل أعضاء مجلس الجهة، وحسب مذكرة تقديمية، كانت "المساء" تطرقت لها في أحد أعدادها السابقة، فإن تنمية حديقة عين السبع تندرج ضمن مخطط التنمية الإقليمية لمدينة الدارالبيضاء، في إطار تزويد المدينة بمرافق الترفيه، خاصة في الجوانب المتعلقة بالقرب، وتم اختيار هذا المشروع ضمن مجموعة من المشاريع التي وعدت سلطات المدينة بتنفيذها ضمن برنامج تغطية الآوليات في جهة الدارالبيضاء، وسيشارك في تنفيذ بنود هذه الاتفاقية كل من وزارة الداخلية ومجلس الجهة والجماعة الحضرية بمبلغ يقدر ب 250 مليون درهم، وتتوزع المساهمات على الشكل التالي: الداخلية ب 130 مليون درهم والجماعة الحضرية ب 80 مليون درهم، وجهة الدارالبيضاء ب 40 مليون درهم.