بيضاويون يفضلون جلسات السمر وآخرون يستحبون التنزه والفرجة ضرورة تنبه السلطات للفضاءات الموجودة بالكورنيش باتت عدد من المظاهر تطغى على سلوك وحياة الكثيرمن البيضاويين خلال شهر رمضان، لاسيما، خلال الليل الذي تتحول فيه العاصمة الاقتصادية إلى نهار لا تنقصه سوى نور الشمس فقط. البيضاويون معروفون بطباعهم الاجتماعية وتقاليدهم المتوارثة أبا عن جد، لذلك تراهم بعد أداء صلاة العشاء والتراويح، يفضلون جلسات السمر مع الأصدقاء في البيوت، ويفردون لهذه اللقاءات الليلية طقوسا خاصة، تميزها الألبسة التقليدية التي يحرص الكثير من البيضاويين على أن تكون جديدة وفي مستوى هذه المناسبة العظيمة، كما تميز هذه الجلسات الرمضانية، كؤوس الشاي المنعنع المحضر بطريقة أصيلة تجمع بين حسن اختيار مكونات هذه المادة العجيبة من شاي ونعنع وضبط مقاييسها على نار هادئة لصنع الشاي المغربي الأصيل وتقديمه مع الحلوى أو مع ما يعرف ب»سلو» خلال هذه الجلسات. فيما آخرون الشباب منهم بالخصوص يفضلون، قضاء ساعات طويلة بعد الإفطار في الشوارع والمتنزهات العمومية. بن اخديدة محمد شاب في العقد الثاني من العمر، التقته بيان اليوم خلال جولتها في بداية رمضان بكورنيش عين الذئاب، فسألته عن كيفية تمضيته لليالي رمضان، فأجاب أنه بعد نهار كامل من الصيام وتناول الإفطار، يفضل المجيء للتنزه بشاطئ عين الذئاب، حيث توجد مجموعة من الفضاءات تقدم حفلات لزبنائها تمتد إلى ما قبل الفجر بقليل، مضيفا، أن حضور هذه الحفلات يفرض شراء ورقة الدخول تتضمن مشروبا مجانيا للزبون خلال السهرة. غير أنه أضاف، أن مثل هذه الفضاءات، لاسيما، الخارجة عن أي مراقبة أمنية، تساعد على إفساد خلق وتربية الشباب، كون البعض منها يعمل خارج القانون، لسماحه للمراهقين باستهلاك المخدرات والشيشا، وتحتضن العلاقات العاطفية المبكرة للمراهقين، والتي تنتهي غالبيتها بالكوارث الاجتماعية.. وطالب محمد، بضرورة تنبه السلطات إلى ما يجري في هذه الفضاءات الموجودة بالكورنيش حرصا منها على تربية الناشئة وتجنيبها الوقوع في الانحراف . وفي نفس السياق، أشار محمد إلى أن بعض المقاهي وسط المدينة تحرص في رمضان على التعاقد مع مجموعات غنائية لتقديم الفرجة طيلة هذا الشهر الكريم، واستقطاب الكثير من الزبناء، من أجل إنعاش المداخيل وتحقيق أرباح للتعويض عن الأبواب المغلقة ساعات الصيام، لافتا النظر إلى أن هذه المقاهي تقصدها العائلات الميسورة للاستمتاع بالعروض الغنائية والترويح على النفس، بعد يوم كامل من التعب لإعداد وتحضير وجبة الإفطار وطعام السحور... فيما آخرون تستهويهم لعبة الورق خلال ليالي رمضان، فتراهم يخصصون لها طقوسا فريدة، من حيث اختيار مكان اللعب الذي كثيرا ما يكون فضاء فارغا بجانب سور مدرسة عمومية أو حائط مبنى وسط الحي، أو في الحدائق العمومية وحتى مواقف السيارات تحتضن هذه اللعبة الأكثر شعبية خاصة بين كبار السن. ما يميز طقوس لعبة الورق، هو ما يسمى بين الممارسين لها ب «الحبال» وهي قطع من الحجارة أو الورق، ترمز إلى عدد النقط المتحصل عليها من قبل اللاعب خلال اللعبة والتي تكون من دورتين، وكذلك ما يسمى ب»الحمير» وهي قطع صغيرة من الورق أوعيدان الخشب، تعلق للخاسر في اللعبة، هذا الأخير تبقى معلقة على أذنه ولا يزيلها حتى يتمكن من محو الهزيمة. محمد الناوي شيخ في الستينات من العمر، يقول عن لعبة الورق، أنها اللعبة الأكثر شعبية في الحي الذي يقطنه بسيدي معروف، موضحا، أنه يقصد مكان اللعب كغيره من هواة هذه اللعبة التي تجذب المتفرجين الذين يتحلقون حول لاعبيها، وذلك بعد أداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد، والهدف من لعب الورق، حسب هذا الشيخ، هو تمضية أوقات مرحة في انتظار موعد السحور. وفيما يعتبر البعض لعب الورق خلال رمضان، مجرد رغبة في تجزية الوقت وفرصة للترويح عن النفس، يرى البعض الآخر، أنها عادة سلبية تؤدي للإغفال عن مقاصد وأهداف العبادة خلال الصيام . علي الادريسي، فقيه حافظ للقرآن يقول في حديث لبيان اليوم عن نفس الموضوع، لا تقتصر المظاهر السلبية في ليالي رمضان على لعب الورق وغيرها من الألعاب الشعبية، بل أيضا تشمل ظاهرة معاكسة الفتيات والنساء في الشوارع والحدائق العامة، إضافة للرواج الذي تلقاه المواعيد العاطفية من قبل الشباب خلال هذا الشهر الفضيل المفروض فيه الإكثار من مظاهر التدين والإقبال على الله لا العكس. وأشار الإدريسي إلى انتشار ظاهرة التجوال في الشوارع العامة بألبسة غير محتشمة من قبل الفتيات خلال ليالي رمضان وهذا دليل على تساهل العائلات في لباس أبنائها وبناتها وفي علاقاتهم التي ينشؤونها، من هنا، يقول، تنتشر المظاهر المخزية في الأماكن المعتمة، ويزداد البعض فسقا في رمضان، غافلين عن حرمة وعظمة هذا الشهر.