وسط تشكيك من طرف الساكنة وانتقاد من طرف المعارضين، التزم إدريس السنتيسي، رئيس المجلس الحضري لمدينة سلا بإعادة إسكان 270 عائلة من سكان «الفنادق» خلال أجل 18 شهرا، حيث سينقلون إلى حي الرحمة بالمجموعة السكنية السنابل. وتكلف الشقة الواحدة ضمن هذا المشروع 140 ألف درهم تقدم منها الدولة 40 ألفا فيما يسدد المواطن عشرة ملايين سنتيم على مدى 25 عاما بنسبة فائدة يصفها المسؤولون بأنها «ضعيفة جدا وفي مستوى طاقة سكان الفنادق». وكشف السنتيسي في اتصال مع «المساء» عن أن الجزء الثاني من مشروع إعادة إسكان الفنادق سيتطلب 36 شهرا يتم خلالها إجراء الدراسات اللازمة والشروع في البناء، وسيتم إلحاق 630 عائلة بمدينة سلاالجديدة، ضمن مشروع الشقق الاجتماعية الذي تشرف عليه وزارة الإسكان، حيث تقدم الدولة 4 ملايين سنتيم فيما يتكلف السكان بأداء عشرة ملايين على مدى 25 عاما. وبخصوص مصير «الفنادق» التي يبلغ عددها 42 فندقا تقطن بها 900 عائلة، أكد السنتيسي أن المجلس الحضري عبأ 14 مليارا ونصفا لنزع الملكية بتوافق مع السكان، وذلك بهدف وضع حد بشكل نهائي لظاهرة «الفنادق». من جهتها تشكك ساكنة «الفنادق» فيما تعهد به السنتيسي وتقول عنها إنها «وعود انتخابية لا يمكن أن نصدقها إلا مع رؤيتها وهي تطبق على أرض الواقع»، وهو نفس ما ذهب إليه النائب الأول لعمدة سلا عن حزب العدالة والتنمية «جامع المعتصم» الذي أكد ل «المساء» أنه لا يمكن تغييب طعم الانتخابات عن وعود الرئيس وشروعه في تطبيق برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة وإنهاء مشكلة «الفنادق». وشرح المعتصم ذلك بقوله «لقد تم التوقيع على اتفاقية انطلاق البرنامج عام 2005، لكن رئيس المجلس الحضري فشل في إخراج القضية إلى حيز الوجود بسبب طريقته التقليدية في التسيير، ونحن نتساءل لماذا يتم الحديث عن هذا البرنامج خلال الفترة التي تسبق الانتخابات»؟ بينما نفى السنتيسي من جانبه استغلاله قضية الفنادق وتأهيل المدينة العتيقة للحصول على مكاسب انتخابية، وقال «حرام استغلال مأساة هؤلاء الناس في قضية انتخابية، وأنا أدعوهم بحرارة أن لا يبيعوا أصواتهم لأي كان»! وينتظر أن تعرف الدورة العادية لمجلس مدينة سلا سخونة غير عادية مع بدايتها، خلال شهر أبريل الجاري، بعدما قررت المعارضة وأطراف من الأغلبية السابقة إعادة النظر في دعمها للرئيس ومناقشتها احتمال عدم تصويتها على الحساب الإداري. ومن المرتقب أن يشرع اليوم الاثنين في تطبيق المرحلة الأولى من إعادة تأهيل المدينة العتيقة، عبر تبليط الأزقة وتهيئة الساحات الخمس الكبرى إلى جانب مرافق عمومية أخرى. وكانت «المساء» قد أجرت استطلاعا منتصف شهر مارس الأخير سلط الضوء على الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان «الفنادق» في غياب أدنى شروط العيش الكريم.