خرج سكان مدينة المضيق الأسبوع الماضي في مسيرة شعبية احتجاجية حاشدة جابت شوارع المدينة الساحلية، من أجل تحرير ملكهم العام وحمايته مما وصفوه ب "الفوضى والتسيب". وانطلقت المسيرة من الساحة الحمراء، مرورا بعدد من الشوارع، مطالبة بوضع للفوضى التي تعرفها شوارع المدينة، حيث يتم احتلالها من طرف الفراشة الذين يحتلون كل الطرق بما فيها جنبات وقوف السيارات، مرددة شعارات تدين تقاعس السلطات في وضع حد لهذه الوضعية التي، حسب قولهم، أجهزت على بعض المكتسبات التي حققتها المدينة، قبل سنتين من جمالية ورونق وتنظيم بمدينتهم السياحية. وعرفت المسيرة الشعبية التي شارك فيها أكثر من 1000 شخص، حضور فاعلين جمعويين وحقوقيين، حيث قال هؤلاء ل"المساء" إن ما تم تحقيقه من إصلاحات وهيكلة سياحية بالمضيق قبل خمس سنوات، سيتم الإجهاز عليه بشكل كلي خلال هذا الموسم الصيفي. وأضاف محدثونا بالقول إن ما يقوم به المشرفون على "قرية الصيادين" هو جريمة في حقها وفي حق سكانها. وعبر هؤلاء عن استغرابهم من صمت السلطات المحلية والمنتخبة، محملينهما مسؤولية هذه الفوضى العارمة، وطالبوا بحلول جذرية لهذه الظاهرة وفتح الأسواق المغلقة التي يجهل الرنكونيون لمن تم تفويتها وكيف. واعتبر المحتجون أن هذه "المسيرة الإنذارية" ما هي إلا مقدمة، ستليها مسيرات ووقفات أخرى أمام الإدارات المسؤولة حتى يتم القضاء نهائيا على الاستغلال البشع لكل الأرصفة والممرات والطرق التي تمر منها السيارات، مثلما عبر الكثير من التجار عن استعدادهم لإغلاق محلاتهم وخوض اعتصامات أمامها احتجاجا على ما وصفوه ب "التسيب والفوضى التي يعرفها وسط مدينة المضيق وكل شوارعها الرئيسية". ودعا سكان مدينة المضيق إلى "وضع حد لهذا التسيب غير المسبوق بمدينتهم"، والاحتلال الذي يصفونه ب"الفظيع" لملكهم العمومي، من ساحات عمومية كانت قبلة للسائحين المغاربة منهم والأجانب، واستغلال الشوارع والشواطئ ومواقف السيارات، دون وجه حق، مع البحث عن حلول جدية لظاهرة الفراشة وتنظيم هذا القطاع بشكل نهائي، و"القطع مع سياسة 'الارتزاق" عن طريق استغلال هذه الفئة المعوزة، يقول أحد المشاركين في المسيرة. وعرفت مسيرة تحرير الملك العمومي، حدوث مناوشات بين المشاركين والفراشة، الذين حاولوا جاهدين منعهم من تنظيم مسيرتهم الشعبية، تدخلت على إثرها عناصر الأمن، لصد الفراشة عن استفزاز المحتجين، واعتراض مسار المسيرة الاحتجاجية السلمية.