شرعت السلطات العمومية في تطوان، أول أمس، في شنّ حملات واعتقالات ضد الباعة الجائلين وسط المدينة، بعدما حطمت ولاية تطوان رقما قياسيا في أعدادهم، رغم إحداث العديد من الأسواق، سواء في مدينة تطوان أو مرتيل أو المضيق. وقال أحد نواب رئيس الجماعة الحضرية ل»المساء» إن ظاهرة «الفْرّاشة» أصبحت تهدد السلم الاجتماعي في تطوان، كما تهدد التجار القانونيين، مسببة لهم خسائر مادية كبيرة، مثلما أصبحت تعيق تحرّك المواطن في المدينة وتشوهها. وقد تم توقيف بعض هؤلاء من طرف السلطات قبل أن يتم الإفراج عنهم، فيما ندّد هؤلاء بوضعيتهم الاجتماعية الصعبة التي تجبرهم على عرض سلعهم وسط الشوارع العمومية. وعلى بُعد أمتار من المشوار السعيد، قام تجار بيع الذهب والحي بشارع الطرافين بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر ولاية تطوان، نددوا خلالها بالمضايقات والاستفزازات التي أصبحت تطالهم وتهدّدهم من طرف بعض الباعة المتجولين في الشارع المذكور، حيث أقدموا، على حد قول المحتجّين ل»المساء»، بإزاحة بعض المزهريات الكبيرة التي تم تثبيتها في الشارع حتى يتسنى لهم وضع بضاعتهم مكانها، في تحدّ لهم وللسلطات العمومية، التي وافقت على تثبيتها لإضفاء جمالية على الشراع المعروف ببيع الحلى والذهب. وتعيشه الأمرَ نفسَه مدينة مرتيل السياحية، حيث «هاجم» عدد من الباعة الجائلين بمدينة مرتيل، قائد المقاطعة الأولى، قبل أن يطاردوه بوابل من الحجارة خلال محاولته منعهم من احتلال الملك العمومي للمدينة.. إذ تم نقله إلى مستشفى محمد السادس في مدينة المضيق للعلاج. ووفق مصادرَ طبية من المستشفى فإنّ القائد (حسين بن بامو) أصيب في رجله وفي أطراف أخرى من جسده، إذ سُلمت له شهادة طبية تثبت عجزه الصّحي في 21 يوما. وقد أثارت واقعة الاعتداء الجماعي من طرف الباعة الجائلين استنفارا أمنيا في المدينة السياحية، كما كشفت -حسب مستشارين جماعيين بالمدينة- «عدوانية وعنفا كبيرا من طرفهم ضد السلطات العمومية، محاولين فرض سياسة الأمر الواقع واحتلال الملك العمومي للشوارع والأرصفة، رغم التنبيهات المتعدّدة لهم من طرف السلطات العمومية». وأفادت مصادر أخرى «المساء» أنّ تعليمات صادرة من عمالة المضيق -الفنيدق إلى رؤساء الدوائر الترابية تشعرهم بمحاربة الباعة الجائلين المتموقعين في الشوارع الرئيسية، خصوصا بعد المسيرة الشعبية التي نظمتها ساكنة المضيق من أجل «تحريرها من «الفرّاشة»، ومحتلي الأملاك العمومية». وتحولت مارتيل خلال هذا الموسم السياحي إلى سوق عشوائي كبير، حيث يثبت «الفرّاشة» طاولات على شاكلة دكاكين ومتاجر عشوائية، فيما انتقل آخرون إلى الكورنيش في عربات لبيع منتوجاتهم، وهو ما عرّض المدينة للتشويه والترْييف.