كشفت شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، عن نسب مقلقة لعجز المياه في منطقة الراشيدية، حيث عقدت لقاءات مع المنتخبين والسكان لطمأنتهم، بعدما أصبح شبح العطش والجفاف يهدد البلاد والعباد. وكشفت الوزيرة، في لقاء تواصلي نظم الأسبوع الماضي بمدينة الرشيدية، أن»المنطقة معروفة بجفاف هيكلي وتعرف اليوم عجزا مقلقا فيما يخص الموارد المائية يقدر ب88%، غير أنها طمأنت في المقابل السكان على أنه فيما يخص التزويد بالماء الصالح للشرب سيستمر بشكل عادي وفي ظروف حسنة، فيما تتوقع بعض الاضطرابات في التزويد بمياه السقي. وشهدت الفترة الممتدة من بداية السنة الهيدرولوجية لفاتح شتنبر 2013 إلى نهاية شهر أبريل 2014 تساقطات بحوض زيز كير غريس، تميزت بعجز يقدر ب60 في المائة، مقارنة مع المعدل في الفترة نفسها. وتراوحت مقادير هذه التساقطات ب50 ملم. كما بلغ الحجم الإجمالي للواردات المائية المسجلة بمجموع السدود بالحوض خلال الفترة نفسها حوالي 12 مليون متر مكعب بعجز يقدر ب 88 في المائة، وبنسبة ملء للسدود لا تتجاوز12 في المائة . ووفق المعطيات المتوفرة، فسيتم تزويد مختلف المراكز بحاجياتها من الماء الشروب في ظروف حسنة باستثناء حوض معيدر، حيث تم عقد اجتماعات مع المتدخلين، خصوصا المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، من أجل الاقتصاد في الماء ومحاربة الهدر المائي. ومن المتوقع أن تعرف الواحات المسقية انطلاقا من سد «حسن الداخل» خصاصا قد يصل إلى 90 في المائة من حاجياتها العادية من المياه نظرا للمخزون الضعيف من المياه بهذا السد. وتم اقتراح عدد من الإجراءات المستعجلة لمواجهة أزمة ندرة المياه في المنطقة، منها التدبير المعقلن لمياه سد الحسن الداخل خلال فصل الصيف، من خلال الاقتصار على تلبية الحاجيات الضرورية للأشجار المثمرة، بتنسيق مع مصالح المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للراشيدية، تعزيز دور شرطة المياه للحد من الجلب العشوائي للمياه الجوفية، وعقلنة سقي المساحات الخضراء. وقدم مدير وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس بالراشيدية، عبد الرحمن محبوب، عرضا مفصلا حول الوضعية والحلول المقترحة. ومن بين الانتظارات التي كشف عنها العرض المقدم هو «الحد من تفويت المساحات الإضافية لصالح المستثمرين الجدد، خوفا من استنزاف الموارد المائية الموجودة، باعتبار حالة الجفاف العام التي عرفها المغرب، مما أدى إلى تقلص الحجم من الماء القابل للتعبئة والمتجدد». كما ينتظر منع زراعة بعض المزروعات المستهلكة للماء خاصة البطيخ الأحمر «الدلاح» وغيرها، باعتبار أن المنطقة لا يمكن أن تتحمل العبء الكبير الذي تسببه هذه المزروعات من حيث الكم الهائل من الماء الذي تستهلكه.