و م ع / أكد مدير وكالة الحوض المائي لكير- زيز – غريس بالرشيدية السيد عبد المالك تابت أن الوكالة اتخذت عدة تدابير واجراءات استباقية لمواجهة احتمال التطور السلبي للحالة الهيدرولوجية المسجلة . وأوضح السيد تابت٬ في حديث لوكالة المغرب العريب للأنباء٬ أنه سيتم ٬ اعتبارا للتغيرات المناخية والطقس الجاف الذي تتميز به المنطقة وارتفاع نسبة التبخر بحقينة سد الحسن الداخل ٬ وضع برنامج فلاحي متوسط قد يصل إلى 70 مليون مكعب انطلاقا من هذه المنشأة المائية والذي سيخصص بالأساس لتلبية حاجيات مياه الأشجار المثمرة و المغروسات ذات الدورة الزراعية الكبيرة٬ مشيرا الى أنه سيتم تحيين هذا البرنامج حسب تطور الحالة المائية بحوض زيز خلال هذه السنة الفلاحية الحالية. وأضاف أن التساقطات المطرية المسجلة خلال الأسبوع الأخير من شتنبر الماضي ٬ والتي تراوحت بعالية زيز ما بين 5 و 15 ملم ٬ نتجت عنها حمولات صغيرة وواردات مائية بسد الحسن الداخل بلغت حوالي 3 ملايين متر مكعب ٬ مشيرا إلى أن من شأن العجز الحاصل في التساقطات المطرية للسنة الثالثة على التوالي والنقص المتوالي للموارد المائية أن يí¶ؤثر سلبا على المخزون المائي٬ خاصة بالمناطق المتواجدة بالمنطقة الشمالية الغربية لحوض غريس وحوض معيدر نظرا لخصوصيتها الجيولوجية حيث تفتقر إلى الموارد المائية الجوفية. وبلغ الحجم الإجمالي المعبأ بحقينة سد الحسن الداخل الى حدود فاتح شتنبر 2012 ما يقارب 5ر85 مليون متر مكعب ٬ وهو ما يعادل نسبة ملء تقدر ب 27 بالمائة من الطاقة الاستيعابية الإجمالية. وفي ما يخص المياه الجوفية٬ يضيف المسؤول٬ فإن تحليل القياسات المعصرية لأهم الطبقات المائية تبين أن مستويات المياه بمجموع الطبقات المائية بأحواض كير-زيز-غريس سجلت انخفاضا مرتبط أساسا بقلة التساقطات المطرية و الثلجية ٬ وخاصة منها الطبقات الجوفية الرباعية التي تتغذى مباشرة من منسوب الأودية. وتوقع أن تعرف بعض الجماعات القروية المتواجدة داخل حوض معيدر (إقليما تنغير وزاكورة) مشاكل بنيوية في خدمات التزويد بالماء الشروب بالمناطق القروية على الخصوص٬ مؤكدا أنه سيتم تفعيل أشغال اللجان الإقليمية للماء تحت رئاسة السلطات المحلية المعنية ٬ من أجل تشجيع عمل هذه الجماعات في مجال اقتصاد الماء وحماية موارد المياه من التلوث ٬ واتخاذ كل إجراء من شأنه أن يساعد على توعية مستعملي المياه بضرورة حماية موارد المياه والمحافظة عليها . وأشار الى أن الأحواض المائية لكير وزيز وغريس ومعيدر (المتواجدة داخل تراب أقاليم ميدلت وبوعرفة والرشيدية وتينغير وزاكورة) عرفت عجزا في التساقطات المطرية للسنة الثانية على التوالي (عجز يتراوح ما بين 20 و 65 في المائة) بعد سنتين استثنائيتين (2008-2010) من حيث الحجم المهم للتساقطات المطرية المسجلة. وذكر المسؤول بأن قطاع الماء الصالح للشرب بالأحواض المائية لكير-زيز-غريس و معيدر عرف ٬ خلال العقدين الماضيين٬ على صعيد معظم المراكز الحضرية٬ تطورا نوعيا سواء على صعيد تعبئة الموارد المائية الجوفية أو على صعيد الإنتاج والتوزيع٬ معتبرا أن المياه المعبئة حاليا بالمنطقة تعد كافية لتلبية الحاجيات من الماء الشروب بجميع المدن والمراكز حتى أفق سنة 2030. وبالنسبة لتزويد الساكنة القروية بالماء الشروب ٬ مكنت الجهود الهامة التي بذلت في إطار البرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي من تحقيق نسبة تزويد هذه الساكنة من المياه الصالحة للشرب تفوق 80 في المائة بأحواض كير و زيز وغريس و معيدر. يشار الى أن من بين مهام الوكالة٬ فضلا عن العمل على بلورة مخطط مديري للتهيئة المندمجة لموارد المياه٬ منح الرخص والامتيازات الخاصة باستعمال الملك العمومي المائي٬ وإنجاز كل قياسات مستوى المياه والمعايرات وكذا الدراسات الهيدرولوجية والهيدروجيولوجية والخاصة بالتخطيط والتدبير سواء على المستوى الكمي أو الكيفي. وحسب المادة 20 من قانون 95-10 المتعلق بالماء٬ فإن الوكالة مكلفة أيضا بإنجاز البنيات التحتية الضرورية للوقاية من الفيضانات ومحاربتها وتقديم كل مساعدة مالية وكل خدمة وخصوصا المساعدة التقنية للأشخاص العامين أو الخواص الذين يطلبون منها ذلك. ويبلغ عدد السكان القاطنين بمنطقة نفوذ الوكالة التي تشمل ثلاث جهات (مكناس-تافيلالت٬ والجهة الشرقية٬ وسوس ماسة درعة) وأربعة أقاليم (الرشيدية وفكيك وورزازت وزاكورة)٬ أكثر من 800 ألف شخص٬ 70 بالمائة منهم ينحدرون من العالم القروي.