فضحت مصادر صحية الاختلالات البنيوية التي مازال يعرفها مستشفى بانيو للأم والطفل بمدينة مكناس، هذه الاختلالات التي تؤكد المصادر ذاتها أنها كانت موضوع العديد من المراسلات من النقابات الصحية بالمدينة، والتي وجهت إلى مسؤولين بعينهم عدة مرات، ولكن ظلت للأسف بدون جواب. الأمر الذي انعكس سلبا على الوضع الصحي بالمستشفى الذي شهد يوم السبت الماضي حالة وفاة لسيدة حامل على الساعة الثالثة صباحا - تضيف المصادر عينها- ولجت مستشفى بانيو مساء الجمعة 13 يونيو في حالة مخاض حرجة تستدعى ولادة استعجالية، مما جعل ولادتها محفوفة بنزيف حاد جراء ارتفاع الضغط، تسبب في وفاتها في الوقت الذي نجا الجنين، والسيئ في الأمر بحسب المصادر ذاتها هو أن المستشفى يعرف غيابا لقسم الإنعاش الذي مازال متوقفا عن العمل رغم أن إدارة المستشفى تقوم بإرسال لائحة الحراسة الخاصة بهذا القسم إلى المندوبية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الوزيرة السابقة ياسمينة بادو سبق وحاولت معالجة الأمر بنقل العديد من الممرضين من المراكز الصحية بالمدينة إلى مصلحة الإنعاش بمستشفى بانيو، غير أن هذه العملية لم تؤدي في الوقت نفسه إلى فتح هذا القسم الذي يعتبر قسما حيويا يشكل إغلاقه خطرا على النساء الحوامل ويؤدي إلى كثرة الوفيات. ففي أغلب الأحيان يضيف مصدر مقرب يتم استدعاء أطباء الإنعاش من مستشفى محمد الخامس أو يتم نقل النساء إلى مصلحة الإنعاش بهذا المستشفى، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم، ويؤكد مصدرنا بأن المسؤولين بالقطاع بمكناس لم ينصتوا إلى التحذيرات المتكررة لأطباء الإنعاش بضرورة تشغيل هذا القسم المكون من ثلاث أسر، ومن أطر طبية وتمريضية قارة بهذه المصلحة. وقد حاولت «المساء» الاتصال بمندوب الصحة بمكناس لكن هاتفه كان خارج التغطية.