قال تقرير للنقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن قسم الولادة في مستشفى «بانيو» في مكناس الذي دشن العمل به منذ حوالي 6 سنوات فقط، حطم الرقم القياسي في عدد الوفيات في صفوف الأمهات والمواليد. وحسب رسالة وجهتها النقابة ذاتها إلى مندوب وزارة الصحة بمكناس، فإن المستشفى كلف ميزانية الدولة ما يقرب من 13.705.883 . وأرجعت النقابة سبب ارتفاع الوفيات إلى «اختلالات» في التدبير والإهمال وانعدام الوسائل، وعدم وجود نظام للحراسة بمستشفى سيدي سعيد خاص بالأطباء. ويعيش قسم الولادة بالمستشفى على إيقاع نقص يوصف بالحاد في الموارد البشرية، خاصة الممرضات القابلات والمولدات وسوء توزيعهن بين أقسام المستشفى. وقالت المصادر إن عددا كبيرا منهن يقمن بأعمال إدارية، مما يؤثر على سير العمل ببعض المصالح الحيوية خاصة قاعات التوليد وقسم المواليد الجدد، «حيث تجد في أغلب الأحيان ممرضتين لحوالي 22 طفلا وقسم الإنعاش والذي كان متوقفا عن العمل وهذا ما اكتشفته وزيرة الصحة خلال زيارتها للمستشفى في شهر فبراير2008». وتتساءل النقابة عن السبب في عدم وجود نظام للحراسة بمستشفى سيدي سعيد الذي تُحول منه النساء المقبلات على الوضع خلال الأوقات العادية للعمل، رغم أن أغلبهن لا تعانين مضاعفات. ويتوفر مستشفى سيدي سعيد بمكناس على 4 أطباء اختصاصيين بالأمراض النسائية وعلى قاعات للتوليد وقسم جراحي وعدد كبير من الممرضات المتخصصات بالتوليد وممرضات متعددات الاختصاصات، لكن المستشفى يصدر أعدادا كثيرة من النساء المقبلات على الوضع إلى مستشفى «بانيو»، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الممرضات. كما تساءلت النقابة عن الجهات المستفيدة من عدم وجود نظام للحراسة 12/36 بالقسم الجراحي لقسم الولادات بهذا المستشفى. وقالت إنه لا يوجد تنظيم للمداومة الطبية بالشكل المطلوب بين دار الولادة بمستشفى «بانيو» والدار الموجودة بمستشفى «سيدي سعيد»، بالرغم من وجود العدد الكافي من الأطباء. وإلى جانب هذه «الاختلالات»، تؤكد المصادر أن مستشفى «بانيو للأم والطفل» يعاني من «الانفجار المتكرر لقنوات الصرف الصحي جراء الاعتماد على قنوات قطرها ضيق ولا يناسب كميات المياه المصروفة وغير المرتبطة بقنوات الصرف الصحي، واعتماد المسؤولين حفرتين لجمع مياه الصرف الصحي بدل ربطها بشبكة الصرف العمومي». واعتبرت بأن هذا «الاختلال» من شأنه أن يكرر مأساة سبق أن عاشها المستشفى في سنة 2004، حين تسربت مياه الواد الحار إلى أحد الأقسام. ولا يتوفر المستشفى على خزان كبير لتخزين الماء. وخلال الأشهر الستة التي عرفت انقطاعا متكررا للماء بمدينة مكناس كان العاملون بالمستشفى يغسلون أيديهم ومعداتهم بالأمصال الفيسيولوجية le sérum. أما الشبكة الكهربائية، فعملها يشوبه انقطاع مفاجئ للكهرباء مرة بعد أخرى لغياب stabilisateur، وهو الأمر الذي انعكس على التجهيزات الطبية الأساسية (الحاضنات وtables chauffantes . وقد كاد هذا الخلل في الشبكة الكهربائية، حسب المصادر، أن يؤدي في أكثر من مرة إلى كارثة داخل قسم المواليد الجدد(néonatalogie). «وآخر مثال على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ما وقع في الليلة من 18 إلى 19 فبراير الماضي وفي الليلة من 23 إلى 24 من نفس الشهر من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي لأكثر من ثلاث مرات متتالية، مما اضطر الممرضات إلى الإشراف على توليد النساء وخياطتهن تحت أضواء هواتفهن المحمولة وذلك مسجل في سجل قاعة الولادة». وأوردت المصادر أن أغلب المعدات والتجهيزات التقنية والبيوطبية معطلة، فيما لا يتوفر المستشفى على فريق للصيانة التقنية والبيوطبية. ولا تشتغل في مصلحة المواليد سوى 4 حاضنات وجهاز واحد للإنعاش، وتعاني شبكة وقنوات توزيع الأوكسجين والسوائل الطبية الأخرى من «اختلالات». وقالت المصادر إن أغلب مرافق المستشفى مجمدة، ومنها قسم الأشعة والمختبر الطبي التابع لمستشفى بانيو، وقسم التصبين، وقسم المساعدة الاجتماعية ومستودع الأموات. ويتم طمر النفايات والمشيمات بعد الولادة في حفر داخل المستشفى. وتعرف شبكة التدفئة، خاصة في أقسام حيوية، اضطرابا، ويؤثر ذلك على صحة الأطفال الرضع وعلى العاملين بالمستشفى الذي تعاقب على تسيير شؤونه 4 مدراء في ظرف لا يتجاوز 6 سنوات.