طالب نقابيون بالمستشفى الجهوي للأم والطفل «مستشفى پانيو» بمكناس بتدخل وزيرة الصحة ياسمينة بادو، لوقف «فوضى» التسيير والتدبير بالمستشفى، إذ رغم أن المستشفى يتوفر على عدد من الأطر وصفه بيان توصلت به «المساء» بأنه «كاف» إلا أن توزيع الموارد البشرية والتسيير بالمستشفى يجعله محط الكثير من الثغرات، وفق البيان نفسه. وأكد مصدر نقابي ل»المساء» أن المستشفى سجل خلال السنة الماضية ما مجموعه عشرة آلاف و700 ولادة، بمعدل بلغ حوالي 892 ولادة لكل ممرضة خلال السنة نفسها، بسبب التوزيع غير الجيد للموارد البشرية، خاصة بأقسام الولادة والجراحة التي تعرف خصاصا وصفه البيان ب»الكبير». وطالب البلاغ بتصحيح الوضعية «الشاذة» لِسُوءِ تدبير الموارد البشرية، حيث إنه لا مجال للحديث عن نقص في الموارد البشرية التي تؤكدها جهات مسؤولة بالمستشفى، لأن الأخير يتوفر على مَا يَفُوقُ 80 ممرضا وممرِّضة، وهو ما لا يمكن معه الحديث عن نقص في الموارد البشرية في حال تم توزيعها بشكل جيد. وطالب النقابيون بإيجاد حل عاجل وفوري للمصلحة التي تَفَرَّعَت عنها عدة مصالح، وعَقْلَنَة نظام الحراسة والتعامل مع الوضع بمنطق الحكامة الجيدة لا بمنطق القرب، وتفادي تقديم بعض الموظفين ك»أكباش فِداءٍ» لتَغْطِيَةِ اختلالات في تدبير ملف صحة الأم والطفل بإقليم مكناس، حيث إن الوضع يزداد تفاقماً بسبب عدد وفيات الأمهات والأطفال. وأكد مدير المستشفى ل»المساء» أن النقص الحاصل في الموارد البشرية لا يقترن بالمستشفى الجهوي پانيو للأم والطفل بمكناس، بل إنه مسجل على الصعيد الوطني، بل والعالمي، وأن توزيع الموارد يكون حسب مصالح المداومة ووفق طريقة للحراسة تفرض عددا أقل من الممرضين والممرضات وباقي الأطر الطبية حتى تبقى مفتوحة أمام العموم لمدة 24 ساعة على 24 وهو ما تلتزم به إدارة المستشفى الجهوي بمكناس. وأضاف مدير المستشفى أن عدد وفيات المواليد الجدد أو الأمهات تقلص بالمستشفى مقارنة مع السنتين الماضيتين على وجه الخصوص، وأن أغلب الوفيات لها ارتباط بأمور خارجة عن اختصاص المستشفى، مثل البنية التحتية وغيرها من الأمور، حيث إن بعض الحوامل يأتين من مناطق بعيدة مثل مريرت وغالبا ما لا تكون هناك متابعة طبية لحالاتهن ويستقبلهن المستشفى في وضع صحي متقدم. وأضاف المصدر نفسه أن دليل تفوق المستشفى الجهوي بمكناس هو احتلاله للمرتبة الثامنة وطنيا من حيث جودة الخدمات المقدمة، بل إنه يضاهي مراكز استشفائية جامعية من حيث الخدمات، خاصة المتعلقة منها بالولادة، إذ أجريت به 12 ألف ولادة، من بينها 1500 عملية قيصرية. وأكد البيان نفسه أن النقابيين طالبوا في عدة مناسبات بتدخل الجهات المسؤولة لتصحيح الاختلالات غير أن لا جهة منها أبدت استعدادا لذلك، وهو ما قرر معه النقابيون خوض سلسلة من «النضالات» غير المسبوقة، بشكل تصاعدي، بدءاً بوقفة احتجاجية إنذارية بعد غد الخميس ابتداء من العاشرة صباحاً بمستشفى پانيو.