يتعرض شاطئ «كابيلا مارينا» منذ أسبوعين لأبشع عملية تدمير بيئي بسبب إفراغه من الرمال، لاستعمالها في تشييد المنتجعات السياحية الفاخرة بشاطئ «تمودا بي»، وذلك تحت أنظار سلطات عمالة المضيقالفنيدق، ووسط سخط عارم للجمعيات الحقوقية والبيئية. ويتم يوميا استخراج الآلاف من الأمتار المكعبة من رمال الشاطئ ومن حوض الميناء، قبل إفراغها من طرف الشاحنات العملاقة بمناطق مختلفة من بينها شاطئ «سانية الطريس». وفي غياب أي تفسير رسمي من طرف السلطات للكارثة البيئية الممنهجة التي يتعرض لها شاطئ «كابيلا»، أصبح سكان مدينة المضيق وتطوان عموما يتخوفون من أن يتحول الشاطئ إلى تلال من الأحجار مثلما وقع لشاطئ أزلا، وسيدي عبد السلام، وغيرها، من الشواطئ التي كانت قبلة للمصطافين قبل أن تصبح شواطئ من الحصى والأحجار، بعدما تم إفراغها من رمالها. وقال أعضاء من فرع المضيق، التابع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إنهم بصدد خوض أشكال نضالية واحتجاجية ضد الإجهاز على مكتسباتهم البيئية التي بقيت في منأى من وحوش العقار ومافيا الرمال، مثلما طالبوا وزارة التجهيز بالتدخل ووضع حد لهذه الكارثة. ويعرف ساحل «تمودا بي» كارثة بيئية تتجلي في عمليات سرقة الرمال، سواء بجوار المركب السياحي السابق المجاور لإقامات صيفية تابعة لوزارة الداخلية بمدينة المضيق، أو للشاطئ المحاذي للمنتجع السياحي «مارينا سمير»، كما سبق وأن أصدر فرع المضيق التابع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تقريرا رصد من خلاله ما وصفه ب «الكارثة الإيكولوجية». وأدان تقرير الجمعية ما صوفه بالتسيب الفظيع وإلحاق أضرار بيئية خطيرة بالشاطئ البحري، واصفا الأمر ب «جريمة بيئية»، ستؤثر سلبا على التوازن البيئي بين البحر والساحل ، وستؤدي إلى المزيد من التعرية الشاطئية وتراجع مساحة وجودة الشاطئ مما ينذر، يقول التقرير، بأخطار طبيعية متزايدة، توقعتها كل الدراسات العلمية التي أقيمت حول المنطقة، والتي أكدت إمكانية حدوث الغمر البحري وتزايد الملوحة في الفرشات الباطنية المجاورة.