يعرف شاطئ اكادير خلال كل سنة من شهر ماي ظاهرة زحف الرمال، نتيجة هبوب الرياح الشمالية الغربية القوية خلال الأيام الماضية، وهو ما يخلف ضررا بليغا بالبيئة الشاطئية نظرا لتعريتها وظهور الأحجار والحصى وكذلك ضررا بمحتويات وتجهيزات الفنادق على الرمال والغطاء النباتي واختلال على مستوى التوازن الايكولوجي للرمال، وهي ظاهرة طبيعية. جمعية بييزاج للبيئة قامت بجولات خلال هذه الأيام لمعرفة الإجراءات والتدابير التي تتخذها المؤسسات المنتخبة والوحدات الفندقية أمام هذه الظاهرة الطبيعية التي تؤثر بشكل كبير على المنتوج السياحي والطبيعي وخلصت الى التقرير التالي. 1- تعبئة فرق وآليات لمواجهة زحف الرمال على ممر توادا من طرف الجماعة الحضرية لاكادير. عاينت جمعية بييزاج للبيئة وجود فرق من عمال النظافة تابعين للجماعة الحضرية لاكادير تجوب ممر توادا مند عشرون يوما، وذلك لتنظيف الممرات التي تكسوها وتغلقها الرمال بشكل يومي في وجه مرتادي الشاطئ وممارسي رياضة المشي والسياح الأجانب نتيجة هبوب الرياح، وجندت مصالح النظافة لذات الغرض رافعة لدفع كثبان رملية غطت بشكل كبير العديد من المقاطع بالممر باتجاه الجنوب، وهذه العملية استغرقت ثلاث أيام متتالية نظرا لصعود الرمال وتجاوزها لأسوار الممر، ولم تسلم من هذه الظاهرة المناطق الخضراء التي يعمل عمال النظافة للجماعة على إفراغها من أكوم الرمال، وكذلك مداخل ومخارج الممرات التي امتلأت بالرمال، وقنوات الصرف التي اختنقت بالرمال وهنا ندعو الجهة المختصة بالتدخل لإفراغ هذه القنوات الممتدة عبر طول الممر، ولغرض التدخل الاستعجالي بالشاطئ قامت مصالح الجماعة بإحضار عمال متقاعدين لهم دراية كبيرة بإشكالات بيئية للشاطئ وتجربة ميدانية تزيد عن 35 سنة والتي لم يأخذ بنصائحها أثناء بناء أسوار ممر توادا من طرف القائمين على المشروع لتفادي هكذا مشاكل لزحف الرمال التي أغلقت العديد من المداخل وطفت فوق الممر وكست العشب والنبات وأغلقت الممرات والقنوات. 2- الوحدات الفندقية تجند فرق خاصة لتنظيف ممرات ومداخل وجنبات ممر توادا الشاطئي لم تقتصر عمليات التنظيف ودفع الرمال على عمال وفرق الجماعة بل بادرت العدد من الوحدات الفندقية الموجودة على الشاطئ الى تعبئة مواردها البشرية وبوسائل مختلفة لتنظيف أكوام ضخمة من الرمال التي اكتسحت فضاءتها الخضراء في ما يشبه ظاهرة التصحر، وقد أتلفت الرياح العديد من التجهيزات الأساسية السياحة بالشاطئ، كما أقدمت بعض الوحدات الفندقية على كراء عتاد واليات للقيام بعملية دفع الرمال التي انتصب فيما يشه كثبان صحراوية بجانب أسوار ممر توادا، فيما أصبحت الحصى والأحجار تملئ الشاطئ بالأطراف القريبة من الأودية التي تصب في الشاطئ مما يفقد الشاطئ جودته ويساهم في تعريته واختفاء جودة وشهرة رماله الذهبية ، كما عاينت الجمعية استمرار نزيف موت نخيل الممر وامتداده الى الوحدات الفندقية نظرا لملوحة المياه والظروف المناخية الغير مناسبة والأمراض المنتشرة به. وقد فتحت الجمعية نقاشا مع العديد من المسؤولين عن الوحدات الفندقية وبعض مسؤولي النظافة بالجماعة الحضرية لبلورة تصورات وإيجاد حلول واقتراحات علمية وعملية للحد من التدهور البيئي للشاطئ على كافة المستويات. 3- شاطئ اكادير في حاجة إلى تعاون وتشارك بين مختلف المتدخلين لإيجاد حلول لإشكالاته جمعية بييزاج للبيئة باكادير تعتبر شاطئ خليج اكادير فضاء ايكولوجي ومتنفس للساكنة السوسية والسياح المغاربة والأجانب ومورد تنموي سياحي، بل تعتبره القلب النابض للاقتصاد المحلي، وهو يحتاج الى عناية اكبر وكافية وتضافر جهود السلطات الولائية والمنتخبة وأرباب الوحدات الفندقية والمجتمع المدني لبلورة تصور بيئي إيكولوجي يحمي هذا المورد من التدهور عبر تبني حلول بيئية وايكولوجية ناجعة تحد من تلوث الشاطئ وجودة مياهه وجودة ورماله ووفرة نباته، كما تتوجه الجمعية بخالص الشكر والامتنان لعمال وموظفي وأطر بلدية اكادير وكذلك عمال وأطر الوحدات الفندقية المطلة على الشاطئ الذين ابنوا على وعي بيئي رفيع المستوى واقتراحات عملية وعلمية للحد من الظاهرة وكذاك على مثابرتهم واجتهادهم لتنظيف وإيقاف زحف الرمال ، كما أن الجمعية في اتصال دائم مع مختلف المعنيين والفاعلين لبحث مختلف الإشكالات وإيجاد حلول واقتراحات عملية عبر تضافر جهود مختلف المعنيين والفاعلين بشكل تشاركي لما فيه المصلحة العامة والرقي بالمجال البيئي الشاطئي.