بعد صدور التقرير البيئي الأول خلال الأسبوع الماضي عن الحالة المتردية لشاطئ اكادير، قامت جمعية بييزاج للبيئة والثقافة باكادير ممثلة في بعض أعضاءها ومتهمين بقضايا البيئة بزيارة ثانية للوقوف على حجم الأضرار التي تعرض لها الشاطئ ، وخصوصا الأودية التي تحمل المياه العادمة والمصحوبة بالقاذورات والروائح التي تزكم الأنفس والمشاهد التي تسيء الى شاطئ اكادير المشهور عالميا وخصوصا انه سيحتضن مهرجانا دوليا للتسامح. ويومين بعد إصدار التقرير البيئي حول شاطئ اكادير، وأثناء الزيارة الميدانية ليومي الاثنين01 شتنبر 2012 والأربعاء03 شتنبر 2012، لاحظ الفريق تعبئة غير مسبوقة لمجموعة من الآليات والعتاد المختلفة الأنواع، تظم شاحنات كبرى وجرافات مختلفة الانواع وجرارات، وآلية لتصفية الرمال، وتجنيد العديد من عمال النظافة والإنعاش الوطني يقومون بتنظيف الشاطئ من المخلفات والازبال المتراكمة ، وهو ما لقي ترحيب من طرف الجمعية، ومن المواطنين الذين يرتادون الشاطئ لممارسة رياضة المشي، أو كرة القدم من شباب المدينة الذين استحسنوا بادرة الجمعية في الرصد والتوعية والتحسيس بأهمية المحافظة على الشاطئ ونظافته،وأكدوا بان هذا العمل يدفعهم هم الآخرين الى المساهمة في نظافة الشاطئ عبر سلوكات مواطنة وعدم رمي والازبال في الرمال. 1- الوضعية الحالية: وقد وقفت الجمعية على مشهد مثير للاشمئزاز وسبقت أن حذرت منه في تقريرها السابق والذي يخص الأودية التي تقذف المياه العادمة والقاذورات الى الشاطئ، وتنبعث منها الروائح الكريهة كما تنتشر بمحيطها حشرات سامة وضارة خلال الليل، وتعتبر أن هذه المشاهد مضرة بوجهة اكادير السياحية، ولا يجب أن تتكرر مستقبلا، وقد عمدت المصالح المختصة الى تخصيص شاحنة الضخ لجمع تلك المياه القذرة حتى لاتصل الى مياه الشاطئ عبر حواجز رملية كلفت بها إحدى الجرافات وكان المشهد يثير فضول كل المارة حيث تحلق السياح والمواطنين ويقلون نظرة على البركة ثارة ونظرة على الشاطئ ثارة أخرى وهو مشهد لا تتمنى الجمعية تكراره مستقبلا عبر معالجة جذرية وفي الأساس وتجنب سياسة إطفاء الحريق في كل فترة وحين كما عاينت الجمعية تغير في لون الرمال حيث يكسوها لون اخضر وهو لون دخيل على رمال اكادير الذهبية والتي تعد واحدة من اجل الرمال في العالم وهذه الطبقة الخضراء هي مخلفات المياه العادمة التي يقذفها البحر للشاطئ فتترسب تاركة لون اخضر وللإشارة في هذه الرمال القريبة من الماء عادة ما يلعب فيهاا الأطفال. 2- دور المؤسسات العمومية: الجمعية تثني وتشكر مجهودات مختلف المصالح والمؤسسات العمومية المواطنة التي تدخلت في إطار المسؤولية والصالح العام لتنظيف وإنقاذ شاطئ اكادير من هذه الكارثة البيئية، كما توجه الجمعية شكرها الكبير وتحيتها إلى جنود الميدان من عمال نظافة للإنعاش الوطني بعمالة اكادير إدوتنان، والمجلس الإقليمي لاكادير إدوتنان، والجماعة الحضرية لاكادير، وإلى سائقي الشاحنات والجرافات والجرارات وشاحنات الضخ على تحملهم تلك القاذورات والروائح وتنظيف مخلفاتنا الذين يعملون ليل نهار على ان يستعيد الشاطئ روحه وحيويته. 3- دور لجن وأقسام البيئة بالمؤسسات العمومية والمنتخبة: تتسأل الجمعية عن أسباب غياب دور فاعل للجن وأقسام مختصة بالبيئة بكل من ولاية اكادير ومجلس جهة سوس ماسة درعة، والجماعة الحضرية لاكادير، والوكالة المستقلة المتعددة الخدمات، وعدم رصدها لهذه الظاهرة أو إصدار أية تقارير ميدانية بخصوص ظاهرة لا تبعد عن هذه المؤسسات إلا ببضع مئات الأمتار عن شاطئ اكادير، كما تتسأل الجمعية عن غياب أي دور فاعل للمرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة أمام العديد من الظواهر البيئية التي تجتاح الجهة واكادير الكبير. 4 -الإعلام المحلي الجهوي والوطني: الجمعية تتوجه بالشكر الكبير والحار إلى جميع رجال ونساء مهنة المتاعب، وتؤكد على الدور الرائد للإعلام في التوعية والتحسيس والتواصل، وتعتبر الإعلام الالكتروني، والمكتوب، والسمعي البصري، والمسموع، شريكا أساسيا لها في التربية البيئية ونشر قيم المواطنة والدفاع عن المصلحة العامة وتبادل المعطيات، كما تؤكد على حق الإعلامية و الإعلامي في وصولهم الى المعلومة دون قيد أو شرط، وتعتبر الجمعية نفسها طرفا الى جانب الإعلاميين في الوصول الى الخبر وتعميم المعلومة حول كل الانتهاكات الجسيمة التي تلحق بالبيئة، ولن تتوانى عن فضح كل التجاوزات التي تمس البيئة، ومدها الى جميع وسائل الإعلام المختلفة والمنظمات الوطنية والدولية. 5 - الإجراءات المستقبلية: ستقوم الجمعية في القريب العاجل بأخذ عينات من مناطق مختلفة من مياه الشاطئ لإجراء تحاليل مخبرية عن جودة مياه الشاطئ للسباحة كما سترصد وتصدر تقارير دورية حول مختلف التجاوزات التي تمس البيئة بالوسط الحضري والقروي. وستعمل الجمعية على تسجيل وتدوين الملاحظات والمخالفات وسيكون الاعلام الوطني والمحلي والجهوي اول المطلعين عليها وفي خطوة أخرى سترفع الى المنظمات الأممية لحماية البيئة والمنظمات الغير الحكومية البيئية دوليا، والى الجهات الرسمية وطنيا وجهويا ومحليا.