فيما يشبه إعلانا عمليا عن ميلاد حركة بديلة للماركسيين المغاربة، قررت مكونات تحالف اليسار الجذري تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بعد عصر اليوم السبت بالتزامن مع الذكرى الستين لقيام حلف الناتو الذي تنظر إليه هذه المكونات باعتباره «ذرعا عسكريا للامبريالية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية». وأوضح مصطفى أبراهمة، نائب الكاتب العام للنهج الديمقراطي، أن دافعهم في تنظيم هذه الوقفة هو ما يروج من احتمال استضافة المغرب لقاعدة افريكوم الأمريكية، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أنهم يرفضون بصفتهم ماركسيين مغاربة أداء «فاتورة أزمة الرأسمالية». وتحدد مطالب هذه الوقفة في تجميد كل أشكال التنسيق الأمني والعسكري مع حلف الناتو، و«تجريم كل أشكال الترخيص بعودة القواعد العسكرية الأجنبية فوق التراب والمياه المغربية لما تشكله من مس بالسيادة الوطنية و تهديد للأمن والاستقرار بالمنطقة». كما تدعو هذه المكونات إلى تحرير الحاجيات الاجتماعية والخدمات العمومية من قيود منظمة التجارة العالمية وتجميد الاتفاقيات الجديدة للتبادل الحر. واعتبر أبراهمة الوقفة المقررة اليوم السبت بمثابة أول ميلاد لحركة الماركسيين المغاربة في إطار عمل وحدوي مناهض للعولمة. وبالخصوص ما إذا كان انفتاح مكون النهج على فلول اليسار الجذري بديلا عن تحالفهم داخل مكون تجمع اليسار، أوضح أبراهمة أن تواجدهم بهذا الإطار الجديد لا يتعارض مع تحالفهم مع مكونات تجمع اليسار. من جانبه عبر محمد مجاهد، أمين عام الحزب الاشتراكي الموحد، عن تأييده لكل مبادرة نضالية تتمشى مع أهداف مكونات اليسار الديمقراطي. مشيرا في تصريح ل»المساء» إلى أن خطاب مناهضة العولمة يبقى خطابا مشتركا، وأن التعدد والاختلاف الإيديولوجي ليس أزمة خاصة باليسار المغربي بقدر ما هي انعكاس للأزمة التي يعيشها اليسار عموما في العالم ككل. ويرى محمد سوكري، أستاذ العلوم السياسية، في عودة التيارات الماركسية إلى التشكل والانتعاش مجددا بالمغرب انعكاسا عمليا للازمة الاقتصادية العالمية، التي أفرزت ثلاثة توجهات كبرى من أجل وقف نزيف الأزمة التي أصابت النظام الرأسمالي، حيث هناك تيار يدعو إلى تدخل الدولة وآخر يدعو إلى إدخال إصلاحات جذرية على النظام المالي وتوجه ثالث ينتصر لعودة الماركسية باعتبارها، يضيف سوكري، في تصريح ل«المساء» أحسن تحليل للنظام الرأسمالي. وتساءل سوكري بالمقابل عن جدوى وجود تيارات مناهضة للعولمة في بلد كالمغرب لم يستوعب بعد حتى أزمته الاقتصادية يشيع فيه نظام اقتصادي ريعي لا يعترف حتى بتأثير الأزمة الاقتصادية. وبحسب أستاذ العلوم السياسية فان الماركسيين المغاربة تواجههم عدة صعوبات أبرزها عدم قدرتهم على التكيف مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمغرب مبرزا في السياق ذاته أن تجربة الحزب الشيوعي الذي تحول فيما بعد إلى حزب التقدم والاشتراكية تم حله من قبل المحكمة في الستينيات من القرن الماضي بدعوى أن مبادئه مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي. كما أن الماركسيين المغاربة تواجههم صعوبات متعددة، أبرزها مدى قابلية المجتمع لأسس ومبادئ الأيديلوجية الماركسية.