تدخلت مصالح الأمن بالرباط بعنف لمنع وقفة احتجاجية سلمية دعت إليها قوى اليسار الجذري، بعد عصر أول أمس السبت أمام مقر البرلمان، من أجل المطالبة بتجميد كل أشكال التنسيق الأمني والعسكري مع الحلف الأطلسي . ولم تفرق عصي عناصر الجنرال حميدو العنيكري، التي تكلفت بمهمة تفريق المحتجين بين عبد الله الحريف الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، وعبد الحميد أمين، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وبين باقي مكونات اليسار الجذري الذين تواجدوا ساعة الوقفة أمام البرلمان. وسجل التدخل العنيف إصابة ما يزيد عن 15 محتجا. وقال عبد الله الحريف، الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، أنهم فوجئوا بعسكرة كاملة للمكان الذي كان مقررا فيه الوقفة وتم منع كل من يقترب من مكان الوقفة. ويضيف الحريف في تصريح ل«المساء» إنه أمام تشبثهم بتنظيم الوقفة تمت مواجهتهم بشكل بشع بدون أن يكون هناك أي مبرر لذلك. وأضاف الحريف الذي شارك الأسبوع الماضي في نشاط تضامني مع فلسطين بمدريد، إلى جانب قيادي بحزب الله اللبناني، أن عناصر الأمن وقوات التدخل السريع استهدفت بشكل مقصود عددا من قياديي تحالف اليسار الجذري.وغالبية الإصابات المسجلة كانت في مستوى الرأس والأطراف. وحمل المحتجون خلال هذه الوقفة،التي تتزامن مع الذكرى الستين لقيام حلف الناتو صور الرئيس الفنزويلي، الذي قطع المغرب علاقته معه بسبب تأييده للبوليساريو إلى جانب صور تشي غيفارا. كما حملوا لافتات تطالب بتجميد كل أشكال التنسيق الأمني و العسكري مع حلف الناتو، و «تجريم كل أشكال الترخيص بعودة القواعد العسكرية الأجنبية فوق التراب و المياه المغربية لما تشكله من مس بالسيادة الوطنية و تهديد للأمن و الاستقرار بالمنطقة». و تدعو مكونات اليسار الجذري إلى تحرير الحاجيات الاجتماعية و الخدمات العمومية من قيود منظمة التجارة العالمية و تجميد الاتفاقيات الجديدة للتبادل الحر.