قررت السلطات المغربية تخصيص ما يفوق 3 مليارات درهم في مشاريع تهم الماء بالصحراء خلال الفترة الفاصلة ما بين 2009 و 2013، أثناء اجتماع للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس) أول أمس الخميس. وقال مصدر من الكوركاس طلب عدم الكشف عن هويته، في اتصال مع «المساء» إن الاجتماع كان «عاديا، ولم يشهد نقاشا سياسيا كما كان منتظرا، إذ اكتفى رئيس المجلس خليهن ولد الرشيد في عرضه بالمرور مرور الكرام على زيارة وفد الاتحاد الأوربي إلى الصحراء وزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، دون أن يعقب ذلك أي نقاش». وأضاف المصدر أن عددا من الوزراء والمسؤولين تدخلوا في النقطتين الواردتين في جدول أعمال المجلس، وهي مشكلة الماء بالصحراء ومسألة الثقافة بالصحراء. ولكن «الغريب، حسب نفس المصدر، هو حضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق وتدخله في موضوع كان المفترض أن يتدخل فيه مسؤول في وزارة الثقافة». واستدعى خليهن ولد الرشيد أخصائيين من خارج المجلس للحديث عن الثقافة الحسانية. وهذه أول مرة يلجأ فيها الرئيس إلى مثل هذا الأمر. وقال المصدر ذاته إن دورة المجلس شهدت أضعف حضور للأعضاء منذ بداية عمل الكوركاس. وأضاف أن «هذه الدورة شهدت غيابا كبيرا، إذ حضر ما يقرب 60 من أصل 141 عضوا». وعزا هذا الأمر إلى خلافات «مرتبطة بطريقة تدبير وتسيير رئيس الكوركاس خليهن ولد الرشيد لشؤون المجلس»، وأخرى مرتبطة بما أسماه «خلافات ذات طبيعة قبلية». ومن جهة أخرى، أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة أمينة بنخضرا في كلمة لها خلال اجتماع المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس)، الذي انعقد أول أمس الخميس، أن الوزارة حددت ما يفوق 3 مليارات درهم للفترة 2009-2013 من أجل تحسين المؤشرات الهيدروجية بالأقاليم الجنوبية، من خلال بناء محطات للمعالجة، والبحث عن موارد مائية جوفية وتعبئتها وتوسيع شبكة الربط بالنسبة للمياه العادمة، حسب ما أشار إليه بلاغ للكوركاس. وأعلنت بنخضرا أن كتابة الدولة المكلفة بالماء ستعمل انطلاقا من السنة الجارية على إحداث وكالة للأحواض المائية، خاصة بالمناطق الجنوبية، وخلق مديرية جهوية للأرصاد الجهوية بالعيون، إلى جانب بناء محطة للرادارات بكلميم من أجل رصد وتتبع مختلف التغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة. من جانبه، أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في المحور الثاني «الحسانية كمكون للهوية المغربية » أن التنوع والتعدد كان دائما أساس وغنى المملكة المغربية، وأن الحسانية شكلت مكونا رئيسيا للهوية اللغوية والثقافية والحضارية للمملكة. وأشار التوفيق إلى أن تاريخ المملكة أثرت فيه ثقافات وحضارات مختلفة امتزج وترابط فيها تراث فكري ولغوي ومعرفي غني لمجموعات بشرية متعددة الأصول، جمع بينها الموطن الجغرافي ووحدة المعتقد الديني.