علمت «المساء» أن اجتماع الدورة العادية الثانية للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي عقد أول أمس بالرباط مر في أجواء ساخنة بسبب الانتقادات التي وجهت إلى رئيسه خليهن ولد الرشيد، وكذا بسبب المقاطعة الواسعة لثلث أعضاء المجلس الذين فضلوا عدم الحضور، في أول سابقة من نوعها تشهد غيابا جماعيا منذ إنشاء الكوركاس قبل ثلاث سنوات. وحسب المصادر، فقد حصلت مواجهة بين عضو المجلس مصطفى ناعمي وبين رئيسه ولد الرشيد، بعد أن تدخل الأول منتقدا التسيير الانفرادي للرئيس والتدبير الداخلي السيئ للمجلس وعدم تفعيل اللجان، وقال ناعمي إن مرودية المجلس منذ تأسيسه كانت سلبية، مما أثار غضب ولد الرشيد الذي وصفت المصادر رده ب«العنيف»، حيث قال ردا على ناعمي إن المجلس معين من قبل الملك، وإن الملك «هو الذي يريد بقاء الوضع كما هو وأن تظل الأمور على حالها». وقدرت مصادر من الكوركاس عدد الذين قاطعوا اجتماع الدورة الثانية أول أمس بالرباط ب45 عضوا من بين 149 عضوا يشكلون المجلس، وقال حسين بيدا رئيس لجنة حقوق الإنسان بالكوركاس، والذي قاطع الاجتماع، إن عددا كبيرا ممن قاطعوا هم من أعيان الصحراء الذين أرادوا بغيابهم توجيه «رسالة سلمية وليس حذاء» إلى ولد الرشيد لكي يتدارك الأخطاء السابقة، وأضاف بيدا في تصريحات ل«المساء» قائلا: «لا يعقل أن الكوركاس على وشك أن تنتهي مهمته واللجان الداخلية لم تعقد أي لقاء لها منذ تشكيلها قبل ثلاث سنوات»، وردا على تصريحات ولد الرشيد في الاجتماع قال بيدا: «نحن جميعا عيننا الملك وليس ولد الرشيد وحده، كلنا لدينا ملك واحد والوطنية لا تباع في السوق». وانتقد بيدا اجتماع الدورة الثانية التي تطرقت إلى قضايا التعليم والتشغيل وحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية وقال: «كيف يمكننا أن نناقش داخل المجلس هذه القضايا ونحن لدينا مشاكلنا التي لم نحلها بعد؟ وهل يعقل أن نتحدث عن حقوق الإنسان في الصحراء ونحن لدينا قضايانا الداخلية التي لم نحسم فيها؟ يجب أن نكون واقعيين»، وأضاف: «إذا كان الكوركاس يقول ذلك بالفعل فعليه أن ينقل إدارته إلى مدينة العيون لا أن يتركها في الرباط». من ناحيته، انتقد رمضان مسعود، عضو الكوركاس ورئيس «الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان» ببرشلونة، التدبير الانفرادي لولد الرشيد والكاتب العام للمجلس، وقال في اتصال مع «المساء» إنه قاطع الاجتماع بسبب ديكتاتورية رئيس المجلس وتعيينه لابنه مسؤولا عن الصرف به، وأضاف: «قاطعت الاجتماع بسبب قناعات شخصية ضد ما يحصل، ولم أتبع أي جهة كانت، سواء حسن الدرهم أو غيره»، في إشارة إلى برلماني العيون ورئيس بلدية المرسى بالمدينة، الذي قالت مصادرنا أمس إن عددا من المقاطعين لأشغال اجتماع المجلس يحسبون على جناحه في الكوركاس.