قاطع الجناح المحسوب على حسن الدرهم، برلماني العيون ورئيس بلدية المرسى بالمدينة، اجتماع الدورة الثانية للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس)، الذي عقد أمس بالرباط، وتمحورت أشغاله حول قضايا التعليم والسكن والتشغيل وحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة في الاجتماع أن عددا من أعضاء المجلس، من الغاضبين من طريقة تسيير رئيسه خليهن ولد الرشيد، لم يحضروا للاجتماع الاختتامي للدورة الثانية العادية للمجلس، من بينهم من جمدوا عضويتهم منذ الدورة الأولى، مثل حسين بيدا، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالكوركاس، الذي سبق أن هاجم ولد الرشيد في لقاءات مختلفة بسبب ما وصفه ب«ديكتاتورية» رئيس المجلس. وأوضحت نفس المصادر أن اللجان التي شكلت داخل الكوركاس مجمدة منذ فترة طويلة بسبب «فيتو» ولد الرشيد الذي يسعى إلى فرض الوصاية عليها بدعوى أنه «معين من قبل الملك»، وهي الورقة التي يشهرها، حسب ذات المصادر، في وجه كل من ينتقد تسييره للمجلس وانفراده بالقرارات الهامة. وانطلقت أشغال اجتماع الدورة الثانية العادية أمس بمقر أكاديمية المملكة المغربية في ظل تعبئة أمنية مشددة أثارت انتقادات بعض الصحافيين الذين حضروا الاجتماع، ومنع بعضهم من الدخول لمدة فاقت نصف ساعة بعد ابتداء الأشغال. وحضر الاجتماع عدة وزراء في حكومة عباس الفاسي حيث قدموا عروضا حول القطاعات التابعة لهم والخطط المرسومة بالنسبة إلى الأقاليم الجنوبية في ميادين التشغيل والحكامة الجيدة والسكن والتعليم، كما تطرق الاجتماع إلى قضية حقوق الإنسان، في ضوء التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الذي انتقد المغرب بهذا الخصوص. وقالت مصادر مطلعة من داخل الكوركاس إن مسألة حقوق الإنسان تعد من أعقد الملفات التي يواجهها المجلس في الأقاليم الجنوبية، بسبب الانعكاسات الداخلية والخارجية له، حيث بدأ المجلس في الآونة الأخيرة اتخاذ نهج جديد حيال الملف الحقوقي بالأقاليم الصحراوية، بالانفتاح على مختلف القبائل والحساسيات، من أجل امتصاص الغضب على مسؤولي الكوركاس. وأضافت نفس المصادر أنه تم تشكيل ما يسمى ب«اللجنة التنسيقية للشباب الصحراوي المتضرر» في الأسبوع الماضي، تتكون من «أشبال الحسن الثاني»، وهي فئة الشباب الذين تم توظيفهم عامي 1988 و1989 بمختلف العمالات والأقاليم، ومن موظفي ومستخدمي عدد من المؤسسات العمومية والخاصة بالأقاليم الجنوبية، مضيفة أن اللجنة المشار إليها ترفض الجلوس إلى مائدة الحوار مع خليهن ولد الرشيد «لأنها لا تعترف به»، حسب قولها، وأن تلك اللجنة «أصبحت عنصر إزعاج كبير بالنسبة إلى رئيس الكوركاس».