تم الإعلان صبيحة الأربعاء الماضي ببيوكرى عاصمة اشتوكة آيت بها عن اكتشاف مخازن جماعية « إيكودار» يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي، وتعتبر تراثا وطنيا. كلمة «إيكودار» جمع لكلمة «أكادير» أي المخزن الذي تخزن فيه المواد الغذائية، بعيدا عن اللصوص وقطاع الطريق. وكشف الباحثون والخبراء الذين تقدموا بعروض علمية في هذا المجال أن هذه المخازن تكشف عن نمط العيش الذي كان يسود مجموعة من المناطق في سوس العميق، والتي كانت تتميز بتدبير شح الموارد الطبيعية، حيث كانت هذه المخازن تتوفر على غرف موزعة بحسب العائلات، يتم بداخلها تخزين المنتوج الفلاحي ومختلف المؤن من أجل استهلالها في فترات الجفاف أو الحصار وانقطاع المؤن، عندما تسود الاضطرابات السياسية والأمنية في المنطقة، كما كشفت بعض المداخلات عن وجود مجموعة من القوانين التي تنظم هذه المخازن الجماعية وجد بعضها مكتوبا على ألواح خشبية مازالت تحفظ الطرق والأنظمة التي يتم بواسطتها تسيير هذه المخازن. ومن أطرف هذه التدابير تخصيص نصيب للقط الذي يتواجد بهذه المخازن، والذي تتلخص مهمته في تنقية هذه المخازن من الفئران، فضلا عن ترويض مجموعة من الثعابين من طرف الشخص الذي يقوم على حراسة وتدبير هذه المخازن من أجل حمايتها من اللصوص. هذا وكشفت دراسات أخرى متعلقة بالموضوع عن وجود أشكال هندسية متعددة داخل هذه المخازن، الأمر الذي يعكس عبقرية الإنسان الذي أشرف على بناء هذا النوع من المخازن، كما تم الكشف عن «مطفيات « من شأنها تخزين مياه الشرب لفترة قد تصل إلى سنتين، وشدد المشاركون في اليوم الدراسي المنعقد بمقر عمالة اشتوكة آيت بها على ضرورة تكثيف جهود جميع الفاعلين محليا وجهويا ووطنيا لضمان تصنيف هذه المنشآت التاريخية والعمرانية كتراث وطني و إنساني. وفي الوقت الذي كان من المقرر أن يحضر وزير الثقافة هذا اللقاء الذي اعتبر من أهم اللقاءات الثقافية على مستوى جهة سوس ماسة درعة أشار الكاتب العام للوزارة الوصية إلى ضرورة القطع مع الخطابات التي تقف عند حدود استحضار الحنين إلى هذه الكنوز ومزاياها، مع التحسر على مآلها وما يتهددها من أخطار"، كما لا يجب فقط العمل على ترميم وصيانة هذا التراث، ولكن الاجتهاد في إيجاد وظائف جديدة وبديلة، من شأنها أن تساهم في استمراريته كتراث، ولكن أيضا كأداة من أدوات التنمية المستدامة عبر إنعاش السياحة الثقافية بالإقليم وبالجهة.