تنظم جهة سوس ماسة درعة بشراكة مع عمالة إقليم شتوكة أيت باها وجمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية وبتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بأكادير والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان و المجلس الإقليمي للسياحة اشتوكة أيت باها, يوما دراسيا و تواصليا وطنيا حول "برنامج العمل المشترك للحفاظ على منظومة إيكودار (المخازن الجماعية) وتثمينها" وذلك يوم الأربعاء 28 ماي 2014 بمدينة بيوكرى بإقليم شتوكة أيت باها. ويندرج هذا النشاط في إطار تفعيل إستراتيجية التنمية الثقافية لجهة سوس ماسة درعة خصوصا ما يتعلق بشق صيانة وتثمين التراث الثقافي الجهوي و إدماجه في الدورة الاقتصادية وجعله محورا أساسيا من محاور السياحة الثقافية بالشكل الذي يساهم في تعزيز جاذبية المجالات الترابية بالأرياف ويساهم بالتالي في دعم التنمية المحلية المندمجة. هذا وتعد المخازن الجماعية من المعالم التراثية الإنسانية المنتشرة بكثرة ببلدان المغرب الكبير بكل من المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا غير أن أكبر تركز لها بالمنطقة نجده بالمغرب وبالضبط بجبال الأطلس الصغير الغربي و الأوسط وجبل سيروا وبالأطلس الكبير الأوسط. وإذا كانت هذه المخازن تمثل إلى زمن غير بعيد نموذجا للمعالم المعمارية والمؤسسات الإجتماعية التي إرتبطت نشأتها بمواجهة التحديات الناتجة عن تواتر فترات القحط والمجاعات وغياب الأمن، فإنها تشكل اليوم تراثا إنسانيا عريقا يستحق كل العناية لأسباب علمية وإجتماعية وحضارية و ثقافية و إقتصادية،غير أن هذا الموروث الغني الذي إهتم به مركز صيانة و توظيف التراث و القصبات بالجنوب والأطلس (CERKAS) وكذا عدد من الباحثين والفاعلين الجمعويين لم يحظى إلى حد الآن بالإهتمام الذي يستحقه وذلك بالرغم من رمزيته الهوياتية و دوره التاريخي في هيكلة المجالات الجبلية شبه القاحلة وفرز أشكال من بنيات التدبير الإجتماعي الضامنة للأمن و التخزين والتضامن والعمل الجماعي بسبب سيادة إقتصاد القلة وهيمنة هاجس الهشاشة الطبيعية والبشرية في الماضي.