تزخر منطقة سوس ماسة درعة بالعديد من المآثر التاريخية وخاصة المخازن الجماعية أو ما يسمى بالأمازيغية "إيكودار" .وبالرغم من كون هذا الموروث الثقافي ضارب في جذور التاريخ إلا أنه يشكو من الإهمال ويبقى عرضة لعوامل الطبيعة التي جعلته في طريق الاندثار.ومن بين الإيكودار اتي طالها النسيان "اكادير إيكونكا" الذي ينتمي إداريا لجماعة إمي مقورن (إقليم شتوكة ايت باها ), ويقع بالضبط في دوار أيت علي أوزيلال. ماض مشرق: على خلاف أغلبية المخازن الجماعية ,تم بناء أكادير إيكونكا على أرض مستوية وفق طراز معماري رفيع باستعمال الحجر والطين وجذوع شجرة الأركان. و يتخذ شكل مستطيل وله ثلاثة أبراج وسور خارجي .ويتكون من أزيد من مئتي غرفة متقابلة خاصة بالتخزين إضافة إلى غرف أخرى لأغراض شتى .وقد اعتبرهذا الأكادير على مر العصور الحصن الحصين لقبيلة ايكونكا في السهل والجبل ,فقد كانت القوافل تأتي إليه بعد موسم الحصاد من كل فج عميق قصد تخزين أكياس الحبوب والوثائق الشخصية (أراتن )وغيرها من النفائس.ولحماية هذه المدخرات تم تعيين "الأمين" أو حارس مكلف بالإشراف والمراقبة على أن يستفيد من دلو من الحبوب كل سنة من كل شخص كأجرة له . وقد استأثر هذا الأكادير باهتمام مجموعة من الكتاب والباحثين أبرزهم روبرت مونتاني الذي ألف كتابا حوله سنة 1924سماه : “Un magasin collectif de l'anti –Atlas et l'Agadir des Ikounka'' R.Montagne. حاضر غير مشرف: بعد أن تم إخلاء اكادير في أواسط التسعينات من القرن الماضي ,وبعد وفاة الأمين أصبحت هذه المعلمة عرضة لعوامل الطبيعة ,وامتدت له يد الإنسان وعاتت به فسادا فقد تم نهب أغلب أبوابه وتهدم سوره وتآكلت جدرانه. بينما أصبح أحد أبراجه جزءا من الماضي .وبرج آخر انهار نصفه .وفقد بالتالي بريقه وإشعاعه كمعلمة حضارية يأتي إليها الزوار والسياح من كل حدب وصوب . وأصبح فقط مكانا يجتمع فيه الشيوخ لتجاذب أطراف الحديث وهم ينظرون إليه بعين الحسرة والتأسف . إشراقة أمل : وبعد طول انتظار تدخلت السلطات المختصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومن أجل ترميم هذا المعلمة التاريخية الشامخة وبعث الروح إليها. وقد كُلفت شركة مختصة بإنجاز الأشغال الضرورية ، مما خلف ارتياحا لدى الساكنة المحلية التي كانت ذات يوم تقف وهي عاجزة عن إصلاحه بسبب عدم توفر الإمكانات المادية والبشرية اللازمة .ويجب الاشارة في الختام إلى أن عمر هذا الارث يناهز 6 قرون.