قرر مسؤولو خمسة عشر فريقا ينتمون إلى عصبة الصحراء ويمارسون ضمن البطولة الوطنية للهواة بشطريها الأول والثاني، تجميد نشاط فرقهم وعدم خوض المباريات الرسمية للبطولة في مختلف الدرجات، وبرر المسؤولون قرار التوقف عن اللعب لما تبقى من الموسم الرياضي الحالي، بإغلاق صنابير الدعم، سواء من طرف جامعة كرة القدم أو المجالس المنتخبة على المستوى المحلي. وكانت فرق الصحراء قد راسلت رئيس المجموعة الوطنية للهواة في الموضوع، وطالبته بالتدخل من أجل إيجاد حل استعجالي قبل فوات الأوان، كما أشعرت إدارة المجموعة الوطنية للهواة منذ ثامن مارس بالوضعية المقلقة للفرق، وقرار تجميد النشاط الرياضي، مع المطالبة باجتماع طارئ مع مجلس المجموعة الوطنية للهواة لكن دون جدوى، وأشار إلى أن تجميد النشاط كان مقررا مباشرة بعد نهاية مرحلة الذهاب. وجاء في الرسالة التي توصلت «المساء» بنسخة منها «إن أندية الهواة بالصحراء لم تتوصل بأي دعم، بالرغم من الوعود المقدمة لحل الأزمة المالية الناتجة عن قلة الدعم من الجهات المانحة، مما يحول دون لعب الأدوار الطلائعية في المنافسات، وتأطير شباب المنطقة»، وأضافت الرسالة التي تحمل توقيعات مسؤولي فرق الصحراء، أن الفرق أصبحت عاجزة عن تدبير شؤونها، مع ما يترتب عن الوضع من مشاكل على رقعة الممارسة. وتحمل المراسلة توقيعات 15 فريقا تنتمي إلى عصبة الصحراء، وهي: شباب الساقية الحمراء، ومولودية العيون، وأولمبيك العيون، وأشبال التعاون، ووداد السمارة، ومولودية طرفاية، وشباب أخفنير، ومنار بوجدور، ومولودية الداخلة، وأولمبيك فوس بوكراع، ومولودية أسا، ونهضة طرفاية، ونهضة طانطان، ونجم شباب المرسى. وقال مولود أجف رئيس مولودية العيون المنضوي ضمن فرق القسم الأول هواة، في تصريح ل«المساء»، إن الأندية التي تنشط المناطق الصحراوية قد قررت تجميد نشاطها، وتحمل الجامعة الملكية المغربية مضاعفات ما سيحصل من عطل في الحركة الرياضية، وأشار إلى أن «ملك البلاد ظل يدعو إلى الاهتمام بأبناء الأقاليم الصحراوية وخلق نشاط رياضي يساهم في تأطير الناشئة، على غرار باقي ربوع الوطن، لكن إرادة راعي النهضة الرياضية لا تجد من يدعمها على أرض الواقع». وقال بنعويس رئيس وداد السمارة، إن جامعة كرة القدم وعدت فرق الهواة بعصبة الصحراء بدعم مالي قبل انتهاء مرحلة الذهاب، عبارة عن 10 ملايين سنتيم للفرق المنتمية للقسم الأول هواة و5 ملايين سنتيم لفرق القسم الثاني، إلا أن الوعد تبخر، على حد تعبير بنعويس. من جهته، نفى مصدر مسؤول بالمجموعة الوطنية لكرة القدم هواة أن يكون الجهاز المسؤول عن منافسات الهواة، قد وعد الفرق الصحراوية بدعم مالي استثنائي، وقال ل«المساء» إن الفرق الصحراوية قد توصلت، شأنها شأن بقية فرق المغرب ب15 ألف درهم كدفعة أولى، وستتوصل ب15 ألف درهم أخرى حين تضخ الجامعة مبلغ 200 مليون سنتيم في رصيد المجموعة الوطنية هواة، مضيفا أن الحركة الاحتجاجية يجب أن تركز على المجالس المنتخبة محليا، والتي هي مطالبة بدعم القطاع الرياضي بشكل مباشر، وأشار إلى أن عدد فرق مجموعة الهواة يبلغ 140 فريقا، وأنه «لو سلمت لكل فريق 10 ملايين سنتيم فإننا سنتجاوز بكثير المنحة المخصصة لتدبير هذه البطولة». وكان موفدون عن الفرق الصحراوية قد حلوا بمقر الجامعة صباح يوم الثلاثاء الماضي، لكنهم لم يتمكنوا من الاجتماع بالرئيس محمد بنصغير الذي كان يعاني من وعكة صحية. وخلافا لفرق الهواة، يتلقى فريق شباب المسيرة دعما من السلطات الرياضية ووزارة الداخلية من أجل مساعدته على قطع المسافات كل أسبوع بين الدارالبيضاءوالعيون، خاصة على مستوى توفير تذاكر السفر، ويلتقي فريق الصفوة مع فرق الهواة في ضعف الدعم المرصود من المجالس البلدية، وصراعه الأبدي مع رئاسة المجلس البلدي للعيون. وكانت فرق عصبة الصحراء التي تمارس على صعيد الأقسام الشرفية قد طالبت بفك الخناق المضروب عليها، وتمكينها من الدعم المالي لكن دون جدوى.