في تطور جديد لحادث انتحار التلميذة مريم هاسك، التي نعتها زملاؤها ب«بنت الكاريان»، حاول شقيقها الأكبر، بدوره، الانتحار بعد تأزم نفسيته ودخوله في حالة تذمر غير مسبوقة، قبل أن تنقذه أسرته بأعجوبة في انتظار إحالته على طبيب نفسي، بعد أن ترك رسالة مؤثرة تحكي عن واقعه وعن الظلم الذي يطال أسرته الصغيرة. وقال والد مريم، التي انتحرت الأسبوع الماضي، ل«المساء» إنه متخوف من إقدام أبنائه الخمسة على الانتحار بعدما تأزمت وضعيتهم النفسية خاصة بعد محاولة انتحار ابنه وإنقاذه بأعجوبة. وحمل والد الضحية مسؤولية النازلة المؤلمة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزية إلى الدولة، مشيرا إلى أنه عاطل عن العمل بعد هدم دكانه العشوائي الذي كان يبيع فيه المأكولات رفقة ابنته مريم التي انتحرت أخيرا بعد نعتها ب«بنت الكاريان». وتحدث والد التلميذة ل«المساء» عبر فيديو تناقلته المواقع الإلكترونية عن اعتصامه سابقا من أجل المطالبة بسكن لائق، مبرزا أن ما دفع مريم للانتحار ومحاولة شقيقها بدوره الانتحار هو تعرضهما للاضطهاد والعنف المعنوي الذي مارسه عليهما زملاؤهما في الدارسة. وأشار والد الضحية إلى أن عناصر من السلطات العمومية رفقة أحد المقدمين هدموا دكانه العشوائي الذي كان مصدر عيشه الوحيد لإعالة ستة أبناء وأمهم، مضيفا أنه بعد انتحار ابنته مريم لم تتصل به أي جهة حتى لتقديم العزاء أو مساعدته على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها رفقة أسرته الصغيرة. وتبين أن والد الضحية يتعايش، منذ سنوات، مع الأفاعي والحشرات في منزل بحي صفيحي لا تتجاوز مساحته أربعة أمتار، وقد عاين محاولة انتحار ابنته مريم أكثر من مرة دون أن ينتبه إلى أنها ستقرر مغادرته للأبد بعد انتحارها وتركها رسالة مؤثرة، كتبت فيها «لاشيء يجعلك عظيم إلى ألم عظيم فليس كل سقوط نهاية فسقوط المطر أجمل نهاية». وتبين أن مريم منذ طفولتها وهي تعاني في صمت رفقة أشقائها نظرا للمضايقات من كونها فقيرة وتعيش في حي صفيحي هامشي.