توالت، في الآونة الأخيرة، حالات الانتحار التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام، من كل الأعمار في مختلف المناسبات. تتشابه حالات الانتحار من الصبيان إلى الكهول والشيوخ، من النساء إلى الفتيات والعرائس، من الأغنياء والفقراء، وتتعدد حالات الانتحار، لكن دوافعها تظل غامضة، كشف الطب بعضها، لكن أسرارا كثيرة يحملها المنتحرون معهم إلى مثواهم الأخير.. لماذا يقرر الإنسان، في لحظة من اللحظات، أن يضع حدا لحياته؟ ما هي الدوافع النفسية والاجتماعية التي تبرّر إلحاق الإنسان ضرر الموات بنفسه؟ هل هناك خصوصيات تميّز الحالات المسجلة في مدينة أكادير، وسوس على العموم؟ وما هي الفئات الاجتماعية الأكثر تعرضا لظاهرة الانتحار؟.. من بين حالات الانتحار التي هزّت مشاعر المتتبعين للظاهرة في جهة سوس ماسة درعة حادث انتحار صبيّة لم يتجاوز سنها بعدُ الربيع السادس، والتي كانت برفقة أسرتها إلى أن تفقّدها أبوها فإذا به يجدها معلقة وسط إحدى غرف بيت العائلة، لتدخل هذه الطفلة سجل المنتحرين كأصغر شخص يُقْدم على وضع حد لحياته. وقد حدث ذلك عشية يوم الخميس، رابع أكتوبر 2012، حيث حضر إلى عين المكان عناصر من الشرطة العملية، ومازالت الأبحاث جارية لمعرفة أسباب إقدام طفلة في هذه السن على الانتحار، وسط أجواء من الدهشة والاستغراب، التي أثارها الحادث، والذي أضحى يسائل الصحة النفسية لمختلف الأجيال، بعد أن كشفت العديد من الدراسات تراجع مؤشرات سلامة الصحة النفسية لدى العديد من الفئات، من بينها الشباب والنساء. عرائس في المشانق من بين حالات الانتحار التي تشكل صدمة اجتماعية قوية ما أقدمت عليه شابة في ليلة زفافها، عندما دخلت، في غفلة من الأهل والأحباب، المنشغلين بكل ألوان الفرح والبهجة، إلى مرحاض البيت لتضع حدا لحياتها بشكل بشع، بعد أن خنقت نفسها باستعمال منديلها الخاص، لتنقلب الأجواء بعد اكتشاف الأمر من عرس إلى مأتم، وهو تحول لا تستطيع المشاعر الإنسانية تحمّلَه، إذ كيف يمكن تحمّل هذا التحول في ليلة واحدة من عرس إلى مأتم؟.. وكشفت الحيثيات المحيطة بالحادث أنّ دوافع الحادث قد تكون راجعة إلى الضغط الممارَس على العروسين ليلة «الدخلة».. ومهْمَا كانت الدوافع، فإن النتيجة واحدة، حيث جاء في بعض الشهادات أن مجريات حفل الزفاف كانت تسير بشكل عادي ولم يكن هناك، في ظاهر الأشياء، ما يُعكّر صفو الشابين، إلى أن وجد الجميع نفسه أمام حالة انتحار صادمة للمشاعر.. لم يكن عمر الشابة المنتحرة يتجاوز 24 سنة، وهي تتحدر من أحد دوواير قيادة ماسة، . نار وعقوق غيرَ بعيد عن ولاية أمن أكادير، اختار شاب -يبلغ من العمر 26 سنة- أن يُضرم النار في نفسه، فعل ذلك بعد أن صبّ كمية من البنزين على أطراف من جسده، الأمر الذي نتجت عنه إصابته بحروق متفاوتة الخطورة في الوجه واليدين. وبعد معاينة العملية من طرف عناصر الأمن، تدخلت الأخيرة ونقلت المصاب إلى مستشفى الحسن الثاني في أكادير لتلقي العلاجات. وكشفت حيثيات القضية أن الشاب الذي أضرم النار في جسده مصاب بمرض نفسيّ، حيث أفاد أفراد من عائلته، أثناء الاستماع إليهم من طرف الشرطة القضائية، أن ابنهم تنتابه، من حين إلى آخر، حالات اضطرابٍ نفسيّ حاد منذ بضعة أشهر، كما أن استهلاكه المخدرات يُدخله في حالة هذيان، ما يتسبب له في العديد من الخلافات والمشاكل مع أفراد من عائلته، خاصة أشقائه، وهو ما دفعه إلى مغادرة بيت العائلة. وذكرت مصادر مقربة من التحقيق في القضية أن الشاب الذي أقدم على الانتحار سبق له أن قُدِّم للعدالة في دجنبر من السنة الماضية على خلفية ارتكابه العنفَ ضد الأصول، بعد إقدامه على الاعتداء على والديه، حيث أدين بشهرين حبسا نافذة. وذكرت المصادر ذاتها أنه مباشرة بعد الإفراج عنه، نشب خلاف بينه وبين أفراد من عائلته، الأمر الذي دفعه إلى محاولة الانتحار عن طريق إضرام النار في جسده. وتعدّ هذه الحادثة الأولى من نوعها في مدينة أكادير يحاول فيها شخص إضرام النار في جسده أمام إدارة تابعة للأمن الوطني. جثة مجهول من الظواهر الغربية التي شهدتها مدينة أكادير، مؤخرا، توالي العثور على مجموعة من جثث أشخاص قضوا لأسباب مختلفة ومجهولة، ففي يوم الخميس، 13 شتنبر الماضي، في حدود الساعة الثالثة مساء، عثِر على جثة متحللة لشخص قيل إنه انتحر داخل قبو عمارة في الحي المحمدي في أكادير. وفي نفس اليوم، عثِر على جثة حارس لفظ أنفاسه إثر نوبة قلبية في محيط محكمة الاستئناف. وغيرَ بعيد عن الملعب الكبير لأكادير، عثرت مصالح الأمن على جثة نهشتها الكلاب، بعد أن تم اكتشافها من طرف أحد الرعاة الذين كانوا في المنطقة، ولم يتم التعرف على الجثة وما إن كانت لأحد المتشردين الذين اعتادوا قضاء أوقاتهم في هذه المنطقة العارية أم إن الأمر يتعلق بجريمة.. وحده التشريح الطبي سيكشف أسباب الوفاة، لكنّ القاسم المشترك بين كل هذه الجثث التي يتم العثور عليها هو أنها لأشخاص مجهولين ضحايا الهدم من بين قصص الانتحار التي ارتبطت بعملية هدم المباني العشوائية التي شهدتها ضواحي مدينة أكادير مؤخرا قصة «ر. ب.» والذي قيل إنه شنق نفسه تأثرا بالوضع الذي أضحى يعيشه ضحايا هذه العملية، والذين تعرّضوا لأكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ المنطقة، عندما اكتشفوا -ذات صباح- أن الأراضي التي بيعت لهم هي أراض إما تابعة للدولة أو للمياه والغابات أو لبعض الخواص أو أراضي جموع، وبعد أن تحمّلوا تبعات قروض وصرفوا كل ما في حوزتهم من أموال هُدمت مساكنهم ليبقوا في العراء، ليكون وقع ذلك صادما على نفوس الضحايا، الذين أحدهم الانتحار. ويحتمل هذا الحادث روايات أخرى، لكنّ تزامن الانتحار مع الحملة التي دشنتها السلطات على البناء العشوائي جعله أكثرَ ارتباطا بها. موت الطلبة كان لفئة الطلبة، أيضا، نصيب من حوادث الانتحار التي شهدتها مدينة أكادير. ويبقى الحادثُ الأكثر مأساوية هو ذلك المتعلق بطالبة ألقت نفسها من الطابق الخامس لإحدى العمارات وسط أكادير. وقد كشفت الحيثيات المحيطة بالحادث أن الطالبة المنتحرة كانت تعاني من بعض المتاعب النفسية، وفي الخميس، 12 نونبر 2011، تفاجأت طالبتان بزميلة لهما وقد أضحت جثة هامدة في الشقة التي كنّ يقتسمنها.. ووضعت الطالبة حدا لحياتها شنقا. أكدت الطالبتان، اللتان كانتا تحت تأثير الصدمة، أن زميلتهما لم تكن تظهر عليها أي أعراض للاكتئاب أو ما يمكن أن يدفعها إلى الإنتحار. على أنّ بعض الرويات التي أحاطت بالحادث ذهبت إلى أنها كانت على علاقة غرامية بزميل لها، في حين ذهبت أقاويل أخرى إلى أنها كانت على علاقة حميمة بأستاذ لها.. ورغم كل الملابسات المحيطة بالحادث فإن الغموض يكتنف إقدام طالبة لم يتجاوز سنها بعدُ ال22 سنة على وضع حد لحياتها، ويبقى السؤال معلقا: ما سر انتحار شباب الجهة؟! في 13 مارس 2012، ألقي شاب آخر، غيرَ بعيد عن التجمعات السكنية للطلبة في حي السلام، بنفسه من الطابق الرابع. وكان الشاب -وهو من مواليد سنة 1988- حسب حيثيات القضية، يخضع لعلاجات مرتبطة بأمراض نفسية وعقلية، مما يكشف أن الصحة النفسية للشباب، الذين هم رمز الأمل في الحياة، أضحت، هي الأخرى، مهددة. أجانب ينتحرون أصبح المنتحرون من الأجانب في مدينة أكادير يشكلون ظاهرة ملفتة للنظر وتحتاج إلى دراسة، ففي الوقت الذي يختار آلاف المسنين المتقاعدين الأجانب الإقامة في مدينة أكادير، هروبا من برد أروبا وأزمتها الاقتصادية، حيث قاموا باقتناء أملاك لهم وأصبح أقل تعويض على التقاعد يضمن لهم عيشا محترما في المغرب مما جعل العديد منهم يعبّرون عن سعادتهم بالإقامة في مدينة أكادير والاندماج مع ساكنتها، فإنه، في المقابل، تسجل من حين إلى آخر حالات انتحار تكشف عدم ارتياح البعض الآخر. آخر حالات انتحار الأجانب حادث انتحار سائح أجنبيّ داخل غرفته في أحد فنادق أكادير. ووضع السائح، البالغ من العمر 41 سنة، حدا لحياته بواسطة سلك كهربائي. وأفادت الملابسات المحيطة بالحادث أن بعض المشاكل العاطفية في علاقة المواطن (الفلندي) مع رفيقته، التي كانت رفقته، قد تكون وراء إقدامه على الانتحار. وارتباطا بانتحار الأجانب، شنقت سيدة تبلغ من العمر 30 سنة نفسها في مدينة الدشيرة الجهادية، أسباب مرتبطة بطلاقها من مواطن أجنبي. انتحار رجال أمن كان للخبر الذي تلقفته مختلف المواقع الإلكترونية والجرائد الوطنية وقع الصدمة والاستغراب، نظرا إلى كون المنتحر هذه المرة شخصا ينتمي إلى سلك الدرك الملكي. ولم تكن وسيلة الانتحار إلا سلاحه الشخصيّ أما مكان الانتحار فداخل مكتبه الخاص، في مركز الدرك الملكي في «آيت عميرة».. ظلت الأسباب، مرة أخرى، في علم الله تعالى، وقيل إنّ الشخص المنتحر أصيب بحالة اكتئاب جراء ضغط وتيرة العمل. نقل الهالك إلى المستشفى العسكري وفتح تحقيق قضائيّ في النازلة، وأسدل الستار عن القضية، لكنْ ما هي الأسباب؟ وما هي نتائج التحقيق؟ هذا أمر مقيَّد ضد مجهول، اسمه الانتحار. مرة أخرى، وفي قلب مدينة أكادير يضع عسكريّ برتبة «يوتنون كولونيل» في البحرية الملكية حدا لحياته في أكادير، بإلقاء نفسه من الطابق الخامس، في إقامة فلوريدا (شارع الحسن الثاني في حي البطوار)، وكان الهالك يعاني مرضا نفسيا، حيث كان يتابع علاجه في إحدى المصحات الخاصة. أطباء على خط الموت.. داخل واحدة من غرف مصحة متعددة التخصصات في مدينة أكادير تم العثور على جثة طبيب متخصص في التخدير، بعد أن قام بحقن نفسه بجرعات زائدة من المواد المخدرة (البنج). رحل الطبيب ورحلت معه أسباب انتحاره في مقر عمله. كشفت التحريات أن الطبيب المنتحر عمد إلى ربط ذراعه، كما بدت على الجزء الأسفل من الذراع نفسها آثارُ حقن، يرجح أنها كانت الوسيلة التي اعتمدها المنتحر. وشهد المقربون من الضحية، مرة أخرى، أن الشخص لم تكن له عداوات مع أحد وأنه يتمتع بسلوك طيب ومعاملة حسنة وسط زملائه، ولكنْ لماذا تحوّل إلى رجل عنيف تجاه نفسه؟ هذا هو السؤال الذي يجتهد الطب في الإجابة عنه، فقد رحل الطبيب وترك وراءه ابنه الوحيد، وكان الطبيب يشتغل في القطاع الخاص، لكنه يلجأ، أحيانا، إلى تقديم خدماته داخل المصحة الخاصة التي لقيّ فيها حتفه. سجناء يقتلون أنفسهم خلال النصف الأخير من سنة 2011 والستة أشهر الأولى من سنة 2012، شهد السجن المدني حوالي ست محاولات انتحار، تسرّبت أخبارها لأنها محاولات كادت تتحقق لولا تدخل في آخر لحظة من بقية السجناء، في حين تقول بعض المصادر إن محاولات عدة تم تسجيلها، لكنها لم تصل إلى درجة كبيرة من الخطورة. تكون الدوافع، دائما، ما يتسرب من أخبار الأوضاع المزرية التي يعيشها السجناء وبعض الإجراءات التي تتخذها الإدارة في حقهم، الأمر الذي يثير حفظتهم ويجعلهم حتجّون بشدة، إذ تبلغ درجة الاحتجاج أوجها مع محاولة بعضهم الانتحار. حاول مصاب بالسيدا الانتحار وسجين آخر أن يلقيّ بنفسه من أعلى الدرج وقام أحد السجناء الأحداث بقطع وريده وضرب رأسه بالحائط احتجاجا على نقله إلى زنزانة للراشدين، ونقل سجين إلى «الكاشو» بعد أن اتّهم بتعريض السجناء على الاحتجاج، إلا أنه اغتنم فرصة حبسه الانفرادي ليحاول الانتحار، لكن تم اكتشاف أمره في آخر لحظة. انتحار المسنين هناك بعض الشيوخ والعجائز ممن يستعجلون الموت هروبا من الحياة، التي ربما «سئموا» منها وأصبحوا يطلبون الرحيل عنها تحت ضغط الحاجة وتعقد مشاكل الأبناء.. ففي تاسع غشت من السنة الجارية، انتحر رجل مسنّ، يبلغ من العمر 63 سنة والأب لثمانية أطفال، في إقليم اشتوكة آيت باها، حيث عثر عليه مشنوقا داخل منزله، وظلت الظروف المحيطة بانتحاره غامضة.
المرض النفسي في المغرب لم يعد يميز بين فئات المجتمع - بداية ما هو التعريف الطبي للانتحار؟ الانتحار في التعريف الطبي هو أن يقدم الشخص على وضع حد لحياته، وهذه الحالة تكون فردية، وقد تكون في بعض الحالات جماعية كإقدام الأم على الانتحار رفقة أبنائها وغيرها من الحالات، والانتحار ومحاولات الانتحار اليوم لم تعد حكرا على البالغين فقط بل أصبحت تمس شريحة الأطفال كذلك. - ما هي الدوافع النفسية التي تدفع الشخص إلى وضع حد لحياته؟ من الملاحظات المسجلة اليوم أن هناك انتحارا ومحاولة انتحار، وبعض محاولات الانتحار تكون وهمية من أجل جلب اهتمام الأسرة ولفت الانتباه إلى الشخص من أجل تخصيصه بأكبر قدر من الرعاية، وهناك أيضا محاولات انتحار جادة تتأكد من خلالها رغبة الشخص في الانتحار بشكل أكيد، وما يقارب 90 بالمائة من المحاولات الجادة في الانتحار تكون بسبب اضطرابات نفسية تختلف حسب الأعمار إلا أنها تتركز بين سن 20 إلى 40 سنة وتبقى النسب الأكبر في صفوف الشباب، وغالبا ما تكون الدوافع ناتجة عن حالات الاكتئاب والمرض العقلي كالدهان، وبعض حالات الاكتئاب الحاد قد تدفع المريض إلى الانتحار. - متى يقرر الشخص وضع حد لحياته ؟ عندما يفقد الشخص الحيوية والنشاط، ويفقد الشعور بالفرح واهتمام المحيطين به، ويفقد الأمل في الحياة، فالإنسان السوي يبدو عليه الاهتمام بنفسه ومستقبل أبنائه، لكن الشخص المصاب بالاكتئاب يفقد هذا الشعور بالمستقبل والحاضر، فمن بين العناصر المحددة طبيا لبوادر الانتحار ما يصطلح عليه «المستقبل المغلق». يلاحظ أن النساء أكثر تعرضا للاكتئاب هل هناك ما يدعم هذا الطرح؟ تصاب امرأتان مقابل رجل واحد بمرض الاكتئاب، وهذا يتبين من المعاينة الميدانية في ظل غياب دراسات يمكنها أن تكشف عن معطيات دقيقة، وفي المقابل نجد أن بعض الأشخاص يقدمون على الانتحار في الفترات الأولى للعلاج، بحيث إن آثار الدواء لا تظهر إلا بعد 15 يوما من تناول العلاج، إذ يعود للمريض بعض من نشاطه الجسماني والنفسي، وفي هذه الفترة يمكن للمريض أن يقدم على الانتحار قبل أن تكتمل بقية مراحل العلاج، فقد يستغل المريض القليل من النشاط الذي بدأ يتمتع به في تنفيذ الانتحار، لأنه كان يعرف في المرحلة السابقة وهنا شديدا على مستوى قواه العضلية والنفسية، وتكرار مثل هذه الحالات جعل البعض يعتقدون أن العلاج يدفع المريض إلى الانتحار، لذلك يتوجب على أسرة المريض أن تشدد الرقابة عليه أثناء فترة خضوعه للعلاج. ففي غياب هذا الوسط الأسري الداعم يمكن للمريض أن يندفع بقوة إلى الانتحار، إذ يتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ ذلك، بحيث يختار المريض بعناية كبيرة الفرصة المواتية للانتحار حتى لا يترك أي فرصة لإنقاذه. من الملاحظات التي يجب التنبيه إليها في هذا الصدد أن الشخص المنتحر غالبا ما نجد أن فردا من أفراد عائلته سبق أن انتحر أو حاول الانتحار، مما يجعل التأثر بالوسط الأسري دافعا من دوافع الانتحار. - ما هي الفئات الاجتماعية التي تسجل بها ظواهر الانتحار أكثر؟ المرض النفسي وظاهرة الانتحار أصبحا اليوم أكثر ديمقراطية من السابق، بحيث لم يعد يستثني الأسر الفقيرة ولا الميسورة، كما أنه أصبح يصيب جميع الفئات العمرية، وهو ما لم يكن في وقت سابق، وقد ساهم التفكك الأسري والمشاكل العائلية وتراجع الصحة النفسية في الرفع من وتيرة إقدام الأشخاص على وضع حد لحياتهم بأساليب مختلفة تتراوح من البسيطة إلى أساليب بشعة، ويبقى الطب النفسي أساس العلاج رغم أننا أصبحنا نلاحظ لجوء العديد من المرضى إلى أساليب الشعوذة وزيارة الأضرحة، وقد سجلنا أن بعض العائلات سواء من المغاربة المقيمين بالخارج أو بالداخل عندما يلجؤون إلى بعض الفقهاء من أجل طلب العلاج من بعض الأعراض النفسية التي تصيبهم، فإن هؤلاء ينصحونهم بزيارة طبيب مختص في الطب النفسي وهذا ما جعل عدد الأسر المغربية التي تلجأ إلى الطب النفسي في تزايد مستمر. الدكتورة بهيجة صفيري أخصائية في الأمراض النفسية، العقلية والعصبية